للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن يزيد (١) البكري قال خرجت اشكوا العلاء بن الحضرمى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمررت بالربذة (٢) فاذا عجوز من بنى تميم منقطع بها (٣) فقالت لى يا عبد الله ان لى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجة فهل أنت مبلغى إليه؟ قال فحملتها فأتيت المدينة فاذا المسجد غاص بأهله واذا راية سوداء تخفق وبلال متقلد السيف بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت ما شأ، الناس؟ قالوا يريد أن يبعث عمرو ابن العاص وجها (٤) قال فجلست قال فدخل منزله أو قال رحله فاستأذنت عليه فاذن لى فدخلت فسلمت، فقال هل كان بينكم وبين بنى تميم شئ؟ قال فقلت نعم، قال وكانت لنا الدبرة (٥) عليهم ومررت بعجوز من بنى تميم سنقطع بها فسألتنى ان احملها اليك وها هى بالباب، فأذن لها فدخلت فقلت يا رسول الله أن رأيت أن تجعل بيننا وبين بنى تميم حاجزا فاجعل الدهناء (٦) فحميت العجوز واستوفزت قالت يا رسول الله فالى اين تضطر مضرك؟ قال قلت انما مثلى ما قال الأول معزى حملت حتفها (٧) حملت هذه ولا أشعر أنها كانت لى خصما: أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد، قال هيه (٨) وما وافد عاد؟ وهو أعلم بالحديث منه ولكنه يستطعمه (٩) قلت أن عادا افحطوا فبعثوا وافدا لهم يقال له قيل فمر بمعاوية بن بكر فأقام عنده شهرا يسقيه الخمر وتغنيه جاريتان يقال لهما الجرادتان، فلما مضى الشهر خرج الى جبال تهامة فنادى اللهم انك تعلم انى لم أجئ الى مريض فأداويه، ولا الى أسير فأفاديه، اللهم اسق عادا ما كنت تسقيه، فمرت، به سحابات سود فنودى منها أختر: فأومأ الى سحابة منها سوداء فنودى منها خذها رمادا (١٠) رمدداً لا تبقى من عاد احدا، قال فما بلغنى أنه بعث عليهم من الريح الا قدر ما يجرى فى خاتمى هذا حتى هلكوا، قال أبو وائل وصدق قال فكانت المرأة والرجل إذا بعثوا وأقدالهم قالوا


أبي وائل الخ (غريبه) (١) ويقال فى اسمه حديث بالتصغير وفى اسم أبيه حسان (٢) بالربذة بالتحريك قرية معروفة قرب المدينة بها قبر أبى ذر الغفارى رضى الله عنه (٣) أى ليس معها من يرافقها فى السفر (٤) قال الحافظ فى الاصابة كان أيام بعث رسول صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص فى غزوة السلاسل (٥) الدبرة محركة والقائل وكانت لنا الدبرة هو الحارث بن يزيد يعنى الغلبة والنصر والظفر وتفتح للباء وتسكن ويقال على من (بفتح الميم) الدبرة أيضا؟ أى الهزيمة (نه) (٦) موضع معروف ببلاد تميم وكأن خصومتهم كانت على حدود أملاكهم (٧) هذا مثل يقال لمن تسبب فى أمر كان فيه ضرورة وهو لا يشعر (٨) هيه بمعنى إيه فأبدل من الهمزة هاء وإيه اسم سمى به للفعل ومعناه الأمر تقول للرجل إيه بغير تنوين إذا استزدته من الحديث المعهود بينكما فان توّنت استزدته من حديث مّا غير معهود لأن التنوين للتنكير، فاذا سكنته وكففته قلتُ إيها بالنصب (نه) (٩) القائل وهو أعلم بالحديث منه الرواى عن الحارث ومعناه ان النبى صلى الله عليه وسلم أعلم بقصة وافد عاد من الحارث ولكنه يستطعمه أى يذيقه طعم حديثه (١٠) أى هلاكا بالنار والرمدد بالكسر المتناهى فى الاحتراق والدقة كما يقال ليل أليل ويوم أيوم اذا أرادوا المبالغة (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير فى تاريخه وعزاه للامام احمد ثم قال وهكذا رواه الترمذى عن عبد بن حميد عن زيد بن الحباب، ورواه النسائى من حديث سلام أبي المنذر عن

<<  <  ج: ص:  >  >>