للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبحمده فإنها صلاة كل شئ وبها يرزق كل شئ (باب ذكر نبى الله هود (١) عليه السلام) (عن ابن عباس) (٢) قال لما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بوادى عسفان حين حج قال يا أبا بكر أى واد هذا؟ قال وادى عسفان (٣) قال لقد مر به هود وصالح على بكرات (٤) حمر خطمها الليف أزرهم العباء وأرديتهم النمار يلبون يحجون البيت العتيق (عن أبى وائل) (٥) عن الحرث


(باب) (١) هو هود بن عبد الله بن الخلود بن عاد بن غوص ارم بن سام بن نوح كما فى الطبقات الكبرى لابن سعد (٢) (سنده) حدثنا وكيع حدثنا زَمعة بن صالح عن سلمة بن وهر أم عن عكرمة عن ابن عباس الخ (غريبه) (٣) بضم العين وسكون المهملة قرية جامعة بين مكة والمدينة على نحو مرحلتين من مكة (٤) جمع بكرة بفتح الموحدة وسكون الكاف وهى الثنية من الابل (وقوله خطهما) بضمتين جمع خطام (أمزرهم) بضم الهمزة والزاى جمع ازار (والعباء) بحذف الهاء جمع عباءة بالمد (والأردية) جمع رداء بكسر الراء (والنمار) جمع نمرة بفتح النون وكسر الميم وهى الشملة المخططة من مآزر الأعراب كأنها أخذت من لون النمر (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وفى اسناده زمعة بن صالح فيه كلام، وله عند مسلم فرد حديث قرنه مسلم بآخر لكن أورده الحافظ ابن كثير فى تاريخه بسنده ومتنه وقال اسناد حسن اهو انما ذكرت هذا الحديث هنا لذكر هود عليه السلام فيه (أما ما يختص بقصته) مع قومه فقد جاء مفصلا فى غير موضع من كتاب الله عز وجل فمن ذلك قوله تعالى (واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاق وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله إنى أخاف عليكم عذاب يوم عظيم، قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا فأننا بما تعدنا ان كنت من الصادقين، قال إنما العلم عند الله وأبلغكم ما أرسلت به ولكنى أراكم قوما تجهلون: فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض عطرنا، بل هو ما استعجلتهم به ربح فيها عذاب أليم تدمر كل شئ بأمر ربها فاصبحوا لا يرى إلا مساكنهم كذلك نجزى القوم المجرمين) وتقدم الكلام على قصته مفصلا فى تفسير هذه الآيات من سورة الأحقاق فى باب فلما رأوه عارضا فى الجزء الثامن عشر صحيفة ٢٧١ رقم ٤٢٤ وتقدم هناك أيضا ذكر نشاته وبلده فارجع اليه (هذا) (وفى صحيح ابن حبان) عن أبى ذر فى حديثه الطويل فى ذكر الأنبياء والمرسلين قال فيه منهم أربعة من العرب هود وصالح وشعيب ونبيك يا أبا ذر، ويقال ان هودا عليه السلام أول من تكلم بالعربية، وزعم وهب بن منبه أن أباه أول من تكلم بها، وقال غيره أول من تكلم بها نوح وقيل آدم وهو الأشبه، وقيل غير ذلك والله أعلم: ويقال للعرب الذين كانوا قبل اسماعيل عليه السلام العرب العاربة وهم قبائل كثيرة، منهم عاد وثمود وجرهم وطسم وجديس وأميم ومدين وعملاق وعبيل وجلم وقحطان وبنو يقطن وغيرهم (وأما) العرب المستعربة فهم من ولد اسماعيل بن ابراهيم الخليل، وكان اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام أول من تكلم بالعربية الفصيحة البليغة، وكان قد أخذ كلام العرب من جرهم الذين نزلوا عند أمه هاجر بالحرم كما سياتى بيانه فى موضعه ان شاء الله تعالى ولكن أنطقه الله بها فى غاية الفصاحة والبيان وكذلك كان يتلفظ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم (٥) (سنده) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنى أبو المنذر سلام بن سليمان النحوى قال ثنا عاصم بن أبي النجود عن

<<  <  ج: ص:  >  >>