للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بامرأة من أحسن الناس (١) قال فأرسل اليه الملك أو الجبار من هذه معك قال أختى (٢) قال أرسل بها: قال فأرسل بها اليه قال لها لا تكذبى قولى فانى قد أخبرته أنك أختى (٣) إن ما على الأرض مؤمن غيرى وغيرك (٤) قال فلما دخلت اليه قام اليها. قال فاقبلت توضأ وتصلى وتقول اللهم إن كنت تعلم إنى آمنت بك وبرسولك وأحصلت فرجى إلا على زوجى فلا تسلط على الكافر قال فغط (٥) حتى ركض برجله، قال أبو الزناد (٦) قال أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة أنها قالت اللهم إن يمت يقل هى قتلته. قال فأرسل ثم قام اليها، فقامت توضأ وتصلى وتقول اللهم إن كنت تعلم أنى آمنت بك وبرسولك وأحصلت فرجى الا على زوجى فلا تسلط على الكافر، قال فغط حتى ركض برجله، قال أبو الزناد قال أبو سلمة عن أبى هريرة انها قالت اللهم أن يمت يقل إنها قتلته قال فأرسل، فقال فى الثالثة والرابعة ما أرسلتم الى إلا شيطانا (٧) أرجعوها الى ابراهيم وأعطوها هاجر، قال فرجعت فقالت لابراهيم شعرت أن الله عز وجل رد كيد الكافر (٨)


السلام إلى مصر وهذا معنى قوله فى الحديث ودخل ابراهيم قرية الخ تصحبه زوجه سارة وهبط أرضها حين كان القابض على زمامها والمسيطر على أمورها أحد ملوك العرب العماليق الذين استبدوا بالملك آونة من الدهر وكانت سارة ذات جمال باهر (١) معناه وشى بها أحد بطانة السوء الى الملك واغراه بجمالها وزين له حسنها وحبب اليه الاستحواذ عليها فصادفت هذه المقالة رغبة فى نفسه (فارسل اليه) وسأله عما يربطهما من سبب (٢) يعنى فى دين الله عز وجل، والاخت كما تكون فى النسب تكون فى الدين واللغة والانسانية (٣) معناه اذا سألك الملك ما يكون ابراهيم منك فقولى أخبرك ابراهيم بأنى أخته، وليس فى هذا كذب أصلا (٤) يعنى زوجين مؤمنين غيرى وغيرك ويتعين حمله على هذا لأن لوطا كان معهم وقد آمن به بنص القرآن بل وآمن به نفر قليل تقدم ذكرهم (٥) أصل الغطيط الذى يخرج مع نفس النائم وهو ترديده حيث لا يجد مساغا، والمراد هنا انه أصيب بنوبة شديدة حتى صار يركض برجله أى يضرب برجله الارض من شدة النوبة وألمها حتى فهمت سارة انه سيموت من هول ما أصابه (٦) معناه ان أبا الزناد روى هذا الحديث مرة أخرى عن زيد بن أسلم عن أسلم أبى هريرة وزاد فى هذه المرة أن سارة قالت (اللهم إن سمت يقل) بضم أوله وفتح القاف أى يقول الناس (هى قتلته) يعنى سارة فدعت الله ان يخفف عنه هذه النوبة (فارسل) بضم الهمزة أى أزال الله عنه ما وجد ثم أفاق وهكذا يقال فى كل مرة مما سيأتى (٧) قال ذلك لمن أحضروها اليه ومن تسبب فى حضورها فرأى ان لا مناص من أطلاق سراحها فوهبها هاجر خادما لها وأسلمها الى زوجها (٨) زاد عند البخارى لفظ (فى نحره) وهذا مثل تضربه العرب لمن رام أمرا باطلا فلم يصل اليه (تخريجه) (ق. وغيرهما) وفى هذا الحديث كرامة لسارة رضى الله عنها ومعجزة لابراهيم عليه السلام حيث حفظه الله وزوجه من وصمة العار ونجاه من الظلم والعدوان، ثم خرج ابراهيم من مصر مع زوجته سارة وجاريتها هاجر ولوط مهاجرا الى الشام خوفا من فرعون فنزل السبع من أرض فلسطين ونزل لوط بالمؤتفكة وهى من السبع مسيرة يوم وليلة فبعثه الله نبيا وستأتى قصته مع قومه فى باب ذكر لوط عليه السلام، وأقام ابراهيم وسط أهله وعشيرته وبين

<<  <  ج: ص:  >  >>