(باب ذكر نبي الله أيوب عليه السلام)(عن أبي هريرة)(١) عن النبي صلي الله عليه وسلم قال أرسل على أيوب جراد من ذهب (٢) فجعل يلتقط (٣) فقال ألم أغنك يا أيوب قال يارب ومن يشبع من رحمتك أو قال من فضلك (٤)(وعنه عن طريق ثان)(٥) قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم بينما أيوب يغتسل عرياناً خرَ عليه جراد من ذهب فجعل أيوب يحْثي في ثوبه فناداه ربه يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما تري؟ قال بلي يارب ولكن لا غني بي عن بركتك (٦).
قائلا (ياقوم لقد أبلغتكم رسالات ربى ونصحت لكم) أى قد أديت ما كان واجبا علىَّ من البلاغ التام والنصح الكامل وحرصت على هدايتكم بكل ما أقدر عليه فلم ينفعكم ذلك لأن الله لا يهدى من يضل ومالهم من ناصرين (ذكر ابن عساكر فى تاريخه) عن ابن عباس أن شعيبا كان بعد يوسف عليه السلام (وعن وهب بن منبه) أن شعيبا عليه السلام مات بمكة ومن معه من المؤمنين وقبورهم غربى الكعبة بين دار الندوة ودار نبى سهم والله أعلم. (باب) (١) (سنده) حدثنا أبو داود ثنا همام عن قتادة عن النضر يعنى ابن أنس بن مالك عن بشير بن نهيك عن أبى هريرة الخ (غريبه) (٢) أرسل الله عز وجل هذا الجراد على أيوب عند ما كان يغتسل كما فى الطريق الثانية حيث عافاه الله من مرضه كما جاء عند ابن أبى حاتم عن أبى هريرة أيضا أن النبى صلي الله عليهم وسلم قال لما عافى الله أيوب أمطر عليه جرادا من ذهب الحديث، وانما سمى الجراد جرادا لأنه يجرد الأرض فيأكل ما عليها، وهل كان جرادا حقيقة ذا روح إلا أن اسمه ذهب أو كان على شكل الجراد وأيس فيه روح؟ قال فى شرح التقريب الأظهر الثاني (٣) جاء فى الطريق الثانية وعند البخارى أيضا (فجعل أيوب يحثى فى ثوبه فناداه ربه يا أيوب ألم أكن أغنيتك) (٤) أى نعمتك وخيرك (٥) (سنده) حدثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معمر عن همام أبن منبه قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها: وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم بينما أيوب يغتسل الخ (٦) أى خيرك: وغنى بكسر الغين المعجمة والقصر من غير تنوين على أن لا لنفي الجنس وروى بالتنوين والرفع على أن لا بمعنى ليس، ومعناهما واحد لأن النكرة فى سياق النفى تفيد العموم وخبر لا يحتمل أن يكون بى أو عن بركتك واستنبط منه فضل الغنى لأنه سماه بركة، ومحال أن يكون أيوب صلّوات الله وسلامه عليه أخذ هذا المال حبا للدنيا، وانما أخذه كما أخبر هو عن نفسه لأنه بركة من ربه تعالى لأنه قريب العهد بتكوين الله عز وجل، أو انه نعمة جديدة خارقة للعادة فينبغى تلقيها بالقبول ففى ذلك شكر لها وتعظيم لشأنها، وفى الإعراض عنها كفر بها، وفيه جواز الاغتسال عريانا اذا كان منفردا لأن الله تعالى عاتبه على جمع الجراد ولم يعاتبه على الاغتسال عريانا والله أعلم (تخريِجه) (خ، طل) وأنما ذكرت هذا الحديث تحت هذه الترجمة لمناسبة ذكر نبى الله أيوب عليه السلام فيه (أما نسبه) فقد ذكره الحافظ أبن كثير فى تاريخه قال قال أبن اسحاق كان رجلا من الروم وهو أيوب بن موسى ابن زراح بن العيص بن اسحاق بن إبراهيم الخليل، وقال غيره هو أيوب بن عوص بن رهويل بن العيص ابن اسحق بن إبراهيم وقيل غير ذلك فى نسبه، قال الحافظ أبن كثير وهو من الأنبياء المنصوص على الإيحاء اليهم فى سورة النساء فى قوله تعالى (إنا أوحينا اليك كما أوحينا الى نوح والنبيين من بعده وأوحينا الى إبراهيم وإسماعيل واسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب الآية) فالصحيح أنه من