بها مسلم ربه فى شئ إلا استجاب له (عن ابن عباس)(١) أن رسول الله صلي الله عليه وسلم لما مر بثنية هرشاء حين حج قال أى ثنية هذه؟ قالوا ثنية هرشاء، قال كأنى أنظر إلى يونس بن متى على ناقة حمراء جعدة عليه جبة من صوف، خطام ناقتهُ خلبة (قال هشيم يعنى ليفا وهو يلبى). (أبواب ذكر نبى الله موسى بن عمران عليه السلام)(باب ما جاء فى فضل نبى الله موسى وشئ من فضل نبينا عليهما الصلاة والسلام)(عن أبى هريرة)(٢) قال أستب رجل من المسلمين ورجل من اليهود فقال المسلم والذى أصطفى محمداً على العالمين، وقال اليهودى والذى أصطفى موسى على العالمين، فغضب المسلم فلطم عين اليهودى، فأتى اليهودى رسول الله صلي الله عليه وسلم فأخبره بذلك، فدعاه رسول الله صلي الله عليه وسلم فسأله فاعترف بذلك، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم لا تخيرونى على موسى (٣) فان الناس يصعقون (٤) يوم القيامة فأكون أول من يفيق فأجد موسى ممسكا بجانب العرش فما أدرى أكان فيمن صعق فأفاق قبلى أم كان ممن استثناه الله عز وجل (٥)(عن أبى سعيد الخدرى)(٦) عن النبى صلي الله عليه وسلم مثله.
(١) (عن ابن عباس الخ) هذا طرف من حديث طويل سيأتى بطوله وسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما جاء فى صفة نبى الله موسى عليه السلام وحجه وصومه، وهو حديث صحيح أخرجه مسلم وغيره (باب) (٢) (سنده) حدثنا أبو كامل حدثنا ابراهيم حدثنا بن شهاب عن أبى سلمة بن عبد الرحمن وعبد الرحمن الاعرج عن أبى هريرة الخ (غريبه) (٣) نقدم الكلام على ذلك فى شرح حديث أبى سعيد وهو الحديث الثانى من كتاب أحاديث الأنبياء فى هذا الجزء صحيفة ٣٦ رقم ٣ فارجع اليه (٤) قال النووى الصعق والصعقة الهلاك والموت، ويقال منه صعق الانسان وصعق بفتح الصاد وضمها وانكر بعضهم الضم وصعقتهم الصاعقة، بفتح الصاد والعين وأصعقتهم، وبنو تميم يقولون الصاقعة بتقديم القاف قال القاضى وهذا من أشكل الأحاديث لأن موسى قد مات فكيف تدركه الصعقة وانما تصعق الأحياء (٥) ظاهر هذا يدل على أنه كان حيا ولم يأت أن موسى رجع الى الحياة ولا أنه حى كما جاء فى عيسى وسيأتى فى باب قصة موسى مع ملك الموت ووفاته أنه صلي الله عليه وسلم قال فلو كنت ثمْ لأريتكم قبره الى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر (قال القاضى عياض) يحتمل أن هذه الصعقة صعقة فزع بعد البعث حين تنشق السماوات والأرض فتنتظم حينئذ الآيات والأحاديث، ويؤيده قوله صلي الله عليه وسلم فافاق لأنه ائما يقال أفاق من الغشى، وأما الموت فيقول بعث منه، وصعقة الطور لم تكن موتا يعنى قوله فى رواية لمسلم (فلا أدرى أحو سب بصعقة يوم الطور أو بعث قبل) قال وأما قوله ص فلا أدرى أفاق قبلى فيحتمل انه صلي الله عليه وسلم قال قبل أن يعلم أنه أول من تتشق عنه الأرض ان كان هذا اللفظ على ظاهره، وأن نبينا صلي الله عليه وسلم أول شخص تنشق عنه الأرض على الاطلاق، قال ويجوز أن يكون معناه أنه من الزمرة الذين هم أول من تنشق عنهم الأرض فيكون موسى من تلك الزمرة وهى والله أعلم زمرة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم هذا آخر كلام القاضى (تخرجه) (ق: وغيرهما) (٦) (سند) حدثنا ابو النضر ثنا ورقاء قال سمعت عمرو بن يحي المازنى يحدث عن أبيه عن أبى سعيد الخدرى قال جاء يهودى الى رسول الله صلي الله عليه وسلم قد ضرب فى وجهه فقال له ضربنى رجل من أصحابك، فقال له النبي صلي الله عليه وسلم لم فعلت؟ قال يا رسول الله