(عن عبد الله)(١) قال قسم رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات يوم قسما قال فقال رجل من الأنصار إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله عز وجل، قال فقلت يا عدو الله أما لأخبرن رسول الله صلي الله عليه وسلم بما قلت، قال فذكر ذلك للنبى صلي الله عليه وسلم فاحمر وجهه، قال ثم قال رحمة الله على موسى فقد أوذى باكثر من هذا فصبر (٢)(عن أنس بن مالك)(٣) من حديث الأسراء أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل فقيل من أنت؟ قال جبريل، قيل ومن معك؟ قال محمد صلي الله عليه وسلم فقيل وقد بعث اليه؟ قال قد بعث اليه، ففتح لنا فاذا أنا بموسى عليه السلام فرحب ودعا بخير (وفيه أيضا) أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال فأوحى الله عز وجل اليّ ما أوحى، وفرض علىّ فى كل يوم وليلة خمسين صلاة فنزلت حتى انتهيت الى موسى، فقال ما فرض ربك على أمتك؟ قال قلت خمسين صلاة فى كل يوم وليلة، قال أرجع الى ربك فاسأله التخفيف فان أمتك لا تطيق ذلك فانى قد بلوت بنى اسرائيل وخبرتهم، قال فرجعت الى ربى عز وجل فقلت أى رب خفف عن أمتى فحط عنى خمسا، فرجعت الى موسى فقال ما فعلت؟ قلت حط عنى خمسا، قال أن أمتك لا تطيق ذلك فارجع الى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، قال فلم أزل أرجع بين ربى وبين موسى ويحط عنى خمسا خمسا حتى قال يا محمد هى خمس صلوات فى كل يوم وليلة بكل صلاة عشر فتلك خمسون صلاة، ومن هم بحسنة فلم يفعلها كتبت له حسنة، فان عملها كتبت عشرا ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا، فان عملها كتبت سيئة واحدة، فنزلت حتى أنهيت الى موسى فأخبرته فقال أرجع الى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فان أمتك لا تطيق ذلك، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم لقد رجعت الى ربى حتى لقد أستحيت (عن سعيد بن جبير)(٤) قال حدثنا ابن عباس رضى الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلم قال عرضت علىّ الأمم فرأيت النبى صلي الله عليه وسلم ومعه الرهط والنبى ومعه الرجل والرجلين والنبى وليس معه أحد إذ رفع لى سواد عظيم فقلت هذه أمتى؟ فقيل هذا موسى وقومه ولكن انظر الى الأفق، فاذا سواد عظيم ثم قيل انظر الى هذا الجانب الآخر، فاذا سواد عظيم
فضل موسى عليك، فقال النبى صلي الله عليه وسلم لا تفضلوا بعض الأنبياء على بعض، فان الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يرفع رأسه من التراب فأجد موسى عليه السلام عند العرش لا أدرى أكان فيمن صعق أم لا (تخريجه) (خ وغيره) (١) (سنده) حدثنا أبو معاوية حدثنا الاعمش عن شقيق عن عبد الله (يعنى بن مسعود) الخ (غريبه) (٢) يشير الى قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها) أى ذا جاه وقد صبر النبى صلي الله عليه وسلم على أذى قومه بل كان يشفع ذلك الصبر الجميل بالدعاء لهم المقرون بالمعذرة عنهم، فقد قال لما بالغت قريش فى ايذائه يوم أحد اللهم اغفر لقومى فانهم لا يعلمون، فأنزل الله سبحانه وتعالى قوله (وأنك لعلى خلق عظيم) (تخريجه) (ق، وغيرهما) (٣) (عن انس بن مالك) هذا طرف من حديث طويل رواه انس بن مالك سيأتى بتمامه فى أبواب قصة الاسراء من السيرة النبوية إن شاء الله تعالى (٤) (عن سعيد بن جبير الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب مالا يجوز من الرقى والتمائم ونحوها من كتاب الطب