للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.


عليه السلام القتل وكبر موسى وكان يركب مركب فرعون ويلبس ويدعى موسى بن فرعون وامتنع به بنو اسرائيل ولم يبق قبطى يظلم اسرائيليا خوفا منه، ثم ان فرعون ركب مركبا وليس عنده موسى، فلما جاء موسى قيل له فرعون قد ركب فركب موسى فى أثره فأدركه المقبل بأرض يقال لها منف وهذه منف (بفتح الميم وسكون النون) مصر القديمة التى هى مصر يوسف الصديق، فدخل نصف النهار وقد أغلقت أسواقها على حين غفلة من أهلها (فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته) يقول هذا اسرائيلى قيل إنه السامرى (وهذا من عدوه) يقول من القبط (فاستغاثه الذى من شيعته على الذى من عدوه) فغضب موسى لأنه تناوله وهو يعلم منزلة موسى من بنى اسرائيل وحفظه لهم، وكان قد حماهم من القبط، وكان الناس لا يعلمون أنه منهم، بل كانوا يظنون أن ذلك بسبب الرضاع، فلما اشتد غضبه (وكزه موسى فقضى عليه، قال هذا من عمل الشيطان إنه عدوَّ مضل مبين، قال رب أنى ظلمت نفسى فاغفر لى فغفر له انه هو الغفور الرحيم) أوحى الله تعالى الى موسى وعزتى لو أن النفس التى قتلت أفرت لى ساعة واحدة انى خالق رازق لأذقتك العذاب (قال رب بما أنعمت علىِّ فلن أكون ظهير للمجرمين، فأصبح فى المدينة خائفا يترقب) أن يؤخذ (فاذا الذى استنصره بالأمس يستصرخه) يقول يستعينه (قال له موسى أنك لغوى مبين) ثم أقبل لينصره فلما نظر الى موسى وقد أقبل نحوه ليبطش بالرجل الذى يقال الإسرائيلى خاف أن يقتله من أجل أن موسى أغلظ فى الكلام بقوله إنك لغوى مبين (قال يا موسى أتريد أن تقتلنى كما قتلت نفسا بالأمس، إن تريد الا أن تكون جبارا فى الأرض وما تريد ان تكون من المصلحين) فترك القبطى فأفشى عليه أن موسى هو الذى قتل الرجل، فطلبه فرعون وقال خذوه فانه صاحبنا، فجاء رجل فأخبره وقال (ان الملأ يا تمرون بك ليقتلوك فاخرج) (باب خروج موسى من مصر الى مدين) قيل كان حزقيل مؤمن آل فرعون على بقية من دين ابراهيم عليه السلام، وكان أول من آمن بموسى، فلما أخبره خرج من بينهم (خائفا يترقب قال رب نجنى من القوم الظالمين) وأخذ فى ثنيات الطريق فجاء ملك على فرس وفى يده عَنَزة وهى الحربة الصغيرة، فلما رآه موسى سجد له من الفَرَق (يعنى الخوف) فقال له لا تسجد لى ولكن اتبعنى فهداه نحو مدين، وقال موسى وهو متوجه اليها (عسى ربى أن يهدينى سواء السبيل) فانطلق به الملك حتى انتهى به الى ميدن، فكان قد سار وليس معه طعام وكان ياكل ورق الشجر، ولم يكن له قرة على المشى، فما بلغ مدين حتى سقط خف قدميه (باب قصته مع بنتى شعيب عندما ورد ماء مدين) (فلما ورد ماء مدين) قصد الماء (وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان)
أى تحبسان عنها، وهما ابنتا شعيب النبى، وقيل ابنتا يثرون وهو ابن أخى شعيب، فلما رآهما موسى سألهما (ما خطبكما؟ قالتا لا نسقى حتى يصدر الرعاه وأبونا شيخ كبير) فرخمهما موسى فأتى البئر فاقتطع صخرة عليها كان النفر من أهل مدين يجتمعون عليها حتى يرفعوها فسقى لهما غنمهما فرجعنا سريعا وكانتا انما تسقيان من فضول الحياض وقصد موسى شجرة هناك ليستظل بها (فقال رب انى لما أنزلت الى من خير فقير) (قال ابن عباس) لقد قال موسى ذلك ولو شاه انسان ان ينظر الى خضرة أمعائه من شدة الجوع لفعل، وما سأل إلا أكله فلما رجع الجاريتان الى أبيهما سريعا سألهما فأخبرتاه: فأعاد احداهما الى موسى تستدعيه فأتته وقالت

<<  <  ج: ص:  >  >>