للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(باب قصته مع الخضر عليه السلام) (حدثنا الوليد بن مسلم) (١) ومحمد أبن مصعب القُرنُسائى قال الوليد حدثنى الأوزاعى وقال محمد ثنا الأوزاعى أن الزهرى حدثه عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه ثمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزارى فى صاحب موسى عليه السلام الذى سأل السبيل الى لقيه، فقال ابن عباس هو خضر إذ مر بهما ابيّ بن كعب رضى الله عنه، فناداه ابن عباس فقال انى تماريت أنا وصاحبى هذا فى صاحب موسى عليه السلام الذى سأل السبيل إلى لقيه، فهل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه؟ قال نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول بينا موسى عليه السلام فى ملأ من بنى اسرائيل إذ قام اليه رجل فقال هل تعلم أحد أعلم منك؟ قال لا، قال فأوحى الله تبارك وتعالى اليه عبدنا خضر، فسأل موسى عليه السلام السبيل الى لقيته وجعل الله تبارك وتعالى له الحوت آية فقيل له اذا فقدت الحوت فارجع، وكان من شأنهما ما قص الله تبارك وتعالى في كتابه


فكانت ثيابهم تطول معهم ولا يتمزق لهم ثوب، ثم قالوا يا موسى (لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وقومها وعدسها وبصلها، قال (اتستبدلون الذى هو ادنى بالذى هو خير، اهبطوا مصر فان لكم ما سألتم) فلما خرجوا من التيه رفع عنهم المن والسلوى، (ذكر الحافظ ابن كثير) فى تاريخه أن الله تعالى أوحى الى موسى إنى متوف هارون فأت به جبل كذا وكذا فانطلق موسى وهارون نحو ذلك الجبل فاذا هم بشجرة لم تر شجرة مثلها، واذا هم ببيت مبنى وإذا هم بسرير عليه فرش واذا فيه ريح طيبة، فلما نظر هارون الى ذلك الجبل والبيت وما فيه أعجبه قال يا موسى انى أحب أن أنام على هذا السرير، قال له موسى فنم عليه، قال انى أخاف أن يأتى رب هذا البيت فيغضب علىّ، قال له لا ترهب أنا أكيفك رب هذا البيت فنم، قال يا موسى نم معى فان جاء رب هذا البيت غضب علّى وعليك جميعاً، فلما ناما أخذ هارون الموت فلما وجد حسه قال يا موسى خدعتنى، فلما قبض رفع ذاك البيت وذهبت تلك الشجرة ورفع السرير به الى السماء، فلما رجع موسى إلى قومه وليس معه هارون قالوا فان موسى قتل هارون وحسده على حب بنى اسرائيل له، وكان هارون ألين لهم من موسى، وكان فى موسى بعض الغلظة عليهم، فلما بلغه ذلك قال لهم ويحكم كان أخى افترونى اقتله؟ فلما اكثروا عليه قام فصلى ركعتين ثم دعا الله فنزل السرير حتى نظروا اليه بين السماء والأرض (زاد فى تاريخ الكامل لابن الاثير) فأخبرهم أنه مات وأن موسى لم يقتله فصدقوه وكان موته فى التيه أهو فى رواية ابن أبى حاتم وابن جرير عن ابن عباس أن الله أمر الملائكة فحملته فمرت به على مجالس بنى اسرائيل فتكلمت بموته فما عرف موضع قبره الا الرخم وأن الله جعله أصم وأبكم: انظر تفسير قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذو موسى) فى الجزء الثامن عشر ص ٢٤٨ رقم ٣٩٧ (باب) (١) (حدثنا الوليد بن مسلم الخ) هذا الحديث تقدم مثله من طرق أخرى عن ابىَّ بن كعب ايضا فى باب واذ قال موسى لفتاه من كتاب فضائل القرآن وتفسيره فى سورة الكهف فى الجزء الثامن عشر صحيفة ٢٠٠ رقم ٣٤٠ وتقدم شرحه هناك وهو حديث صحيح رواه الشيخان وغيرهما

<<  <  ج: ص:  >  >>