للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.


فساروا حتى كانوا قريبا منهم فبعث موسى اثنى عشر نقيبا من سائر أسباط بنى اسرائيل فساروا ليأتوا بخير الجبارين فلقيهم رجل من الجبارين يقال له عوج بن عنان (١) فاخذ الاثنى عشر فحملهم وأنطلق بهم الى امرأته فقال انظرى إلى هؤلاء القوم الذين يزعمون أنهم يريدون أن يقاتلونا، وأراد أن يطأهم برجله فمنعته امرأته وقالت أطلقهم ليرجعوا ويخبروا اقومهم بما رأوا، ففعل ذلك، فلما خرجوا قال بعضهم لبعض انكم ان أخبرتم بنى اسرائيل بخبر هؤلاء لا يقدموا عليهم فاكتموا الأمر عنهم وتعاهدوا على ذلك ورجعوا، فنكث عشرة منهم العهد واخبروا بما رأوا، وكتم رجلان منهم وهما يوشع بن نون وكالب بن يوفنا ختن موسى ولم يخبروا الا موسى وهارون. فلما سمع بنو اسرائيل الخبر عن الجبارين امتنعوا عن السير اليهم، فقال لهم موسى (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التى كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين، قالوا يا موسى ان فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فان يخرجوا منها فانا داخلون، قال رجلان) وهما يوشع بن نون وكالب (من الذين يخافون أنعم الله عليهماٌ ادخلوا عليهم الباب، فاذا دخلتموه فانكم غالبون، وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين: قالوا يا موسى إنا لن ندخلها ابدا ما داموا فيها، فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون) فدعا عليهم موسى فقال (ربى إنى لا املك الا نفسى واخى فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين) قال ابن عباس اقض بينى وبينهم (قال فانها محرمة عليهم اربعين سنة يتيهون فى الارض فلا تأس على القوم الفاسقين) عوقبوا على نكولهم بالتيهان فى الأرض يسيرون على غير مقصد ليلا ونهاراً وصباحاً ومساءاً (يقال إنه لم يخرج أحد من التيه ممن دخله بل ماتوا كلهم فى مدة أربعين سنة حتى هارون وموسى عليهما السلام، ولم يبق إلا ذراريهم سوى يوشع وكالب) فتقدوا الى موسى حينئذ فقالوا له كيف لنا بالطعام؟ فأنزل الله المن والسلوى، فاما المن فقيل هو كالصمغ وطعمه كالشهد يقع على الأشجار، وقيل النرجين وقيل هو الخبز الموفق، وقيل هو عسل كان ينزل لكل انسان صاع (وأما السلوى) فهو طائر يشبه السمانى، فقالوا أين الشراب؟ فامر موسى فضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم) أى لكل سبط عين، فقالوا أين الظل؟ فظلل عليهم الغمام فقالوا أين اللباس؟

<<  <  ج: ص:  >  >>