ألقى الألواح فانكسرت (باب ما جاء فى جبن بنى اسرائيل وخوفهم من قتال الجبارين)(عن أنس)(١) قال لما سار رسول الله صلي الله عليه وسلم الى بدر خرج فاستشار الناس فأشار عليه أبو بكر رضى الله عنه، ثم استشارهم فأشار عليه عمر رضى الله عنه فسكت، فقال رجل من الأنصار إنما يريدكم (٢) فقالوا يا رسول الله والله لا نكون كما قالت بنوا اسرائيل لموسى عليه السلام (اذهب أنت وربك فقاتلا أنا ههنا قاعدون) ولكن والله لو ضربت أكباد الابل حتى تبلغ بَرك الغِماد (٣) لكنا معك
بالكف عن القتال وتاب عليهم، وأراد موسى قتل السامرى فأمره الله بتركه، ثم ان موسى اختار من قومه سبعين رجلا من أخبارهم وقال لهم انطلقوا معى الى الله فتوبوا مما صنعتم وصوموا وتطهروا، وخرج بهم الى طور سيناء للميقات الذى وقته الله له، فقالوا اطلب ان نسمع كلام ربنا فقال أفعل، فلما دنا موسى من الجبل وقع عليه الغمام حتى تغشى الجبل كله ودخل فيه موسى وقال للقوم ادنوا فدنوا حتى دخلوا فى الغمام فوقعوا سجدا فسمعوه وهو يكلم موسى يأمره وينهاه فلما فرغ انكشف عن موسى الغمام فأقبل اليهم فقالوا لموسى (لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة) فماتوا جميعاً فقام موسى يناشد الله ويدعوه ويقول يارب اخترت أخيار بنى اسرائيل وأعود اليهم وليسوا معى فلا يصدقونى، ولم يزل يتضرع حتى رد الله اليهم أرواحهم فعاشوا رجلا رجلا ينظر بعضهم الى بعض كيف يحيون، فقالوا يا موسى أنت تدعو الله فلا تسأله شيئاً إلا أعطاك فادعه يجعلنا أنبياء فدعا الله فجعلهم أنبياء. وقيل أمرُ السبعين كان قبل أن يتوب الله على بنى اسرائيل، فلما مضوا للميقات واعتذروا قبل توبتهم وأمرهم أن يقتل بعضهم بعضا والله أعلم، ولما رجع موسى الى بنى اسرائيل ومعه التوراة أبوا أن يقبلوها ويعملوا بما فيها للأثقال والشدة التى جاء بها، وأمر الله جبريل فقطع جبلا من فلسطين على قدر عسكرهم وكان فرسخا فى فرسخ ورفعه فوق رءوسهم مقدار قامة الرجل مثل الظلة، وبعث نارا من قبل وجوههم وأتاهم البحر من خلفهم، فقال لهم موسى خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا، فان قبلتموه وفعلتم ما أمرتم به والا رضختكم بهذا الجبل وغرقتكم فى هذا البحر وأحرقتكم بهذه النار، فلما رأوا أن لا مهرب لهم قبلوا ذلك وسجدوا على شق وجوعهم وجعلوا يلاحظون الجبل وهم سجود فصارت سنة فى اليهود يسجدون على جانب وجوههم وقالوا سمعنا وأطعنا. ولما رجع موسى من المناجاة بقي أربعين يوما لا يراه أحداً إلا مات من شدة النور، وقيل ما رآه الإعمى فجعل على وجهه ورأسه برنسا (باب) (١) (سنده) حدثنا ابن أبى عدى عن حميد عن أنس (يعنى ابن مالك) الخ (غريبه) (٢) يعنى انما يريد الآنصار فقال جماعة من الأنصار والله لا نكون كما قالت بنو اسرائيل الخ (٣) قال فى النهاية بفتح الباء وتكسر وتضم الغين وتكسر وهو اسم موضع باليمن، وقيل هو موضع وراء مكة بخمس ليال ومعناه لو دعوتنا إلى الجهاد معك فى سفر طويل جدا تضرب فيه اكباد الأبل من طوله وبعده لكنا معك وسيأتى سبب قول بنى اسرائيل لموسى ذلك وقصتهم معه (تخريجه) (نس حب) وابن مردريه وروى نحوه البخارى والامام احمد من حديث ابن مسعود وسند حديث الباب جيد، أما سبب قول بنى اسرائيل لموسى (اذهب أنت وربك فقاتلا انا هاههنا قاعدون) أنه لما رجع موسى عليه السلام من المناجاة كما تقدم آنفا أمره الله تعالى أن يسير ببنى اسرائيل الى اريحيا بلد الجبارين وهي أرض بيت