(عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة)(١) قالت قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وهي وبيئة ذكر أن الحمي صرعتهم فمرض أبو بكر وكان اذا أخذته الحمي يقول:
كل امرئ مصبح في أهله ... والموت أدني من شراك نعله
قالت وكان بلال اذا أخذته الحمي يقول:
ألاليت شعري هل أبيتن ليلة ... بواد وحولي إذخر ... وجليل
وهل أردن (٢) يوما مياه مرجنة (٣) وهل يبدون (٤) لي شامة وطفيل
اللهم العن عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة ومية بن خلف كما أخرجونا من مكة: فلما رأي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مالقوا قال اللهم حبب الينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، اللهم صححها وبارك لنا في صاعها ومدها وأنقل حماها الي الجحفة، قال فكان المولود يولد بالجحفة فما يبلغ الحلم حتي يقرعه الحمي
(باب ماجاء في ميلاد عبد الله بن الزبير وبنائه - صلى الله عليه وسلم - بعائشة رضي الله عنهم)
(عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما)(٥) أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة قالت
فخرجت (٦) وأنا متم فأتيت المدينة فنزلت بقباء (٧) فولدته بقباء ثم أتيت به النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضعته في حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل (٨) في فيه فكان أول ما دخل في جوفه ريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت ثم حنكه (٩) بتمرة ثم دعا له وبرك (١٠) عليه، وكان أول مولود ولد في الاسلام (١١)
(تخريجه) (ق) وابن اسحاق وغيرهم (١) (سنده) حدثنا يونس ثنا حماد يعني ابن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة الخ (غريبه) (٢) بنون التأكيد الخفيفة (٣) بفتح الميم والجيم والنون المشددة وتكسر الجيم، اسم موضع علي أميال من مكة كان به سوق في الجاهلية (٤) بنون التأكيد الخفيية أي يظهرن (لي شامة) بالشين المعجمة والميم المخففة (وطفيل) بطاء مهملة مفتوحة وفاء مكسورة بعدها ياء تحتية ساكنة جبلان بقرب مكة أو عينان (تخريجه) (خ) وابن اسحاق وفيه زيادة ورواه أيضا مسلم مختصرا (باب) (٥) (سنده) حدثنا أبو اسامة عن هشام (يعني ابن عروة) عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر الخ (غريبه) (٦) أي خرجت من مكة مهاجرة إلي المدينة (وقولها وأنا متم) بضم الميم الأولي وكسر الفوقية وتشديد الميم أي والحال إني قد أتممت مدة الحمل الغالبة وهي تسعة أشهر (٧) بصرف لفظ قباء (٨) بالفوقية والفاء أي رمي من ريقه (في فيه) أي في فم عبد الله بن الزبير (٩) بحاء مهملة ونون مشددة وكاف مفتوحات (بتمرة) بالفوقية وسكون الميم بأن مضغها ودلك بها حنكه (١٠) بفتح الموحدة والراء المشددة بأن قال بارك الله فيه أو اللهم بارك فيه (١١) أي بالمدينة من المهاجرين، فأما من ولد بغير المدينة من المهاجرين فقيل عبد الله بن جعفر بالحبشة، وأما من الأنصار بالمدينة فكان أول مولود لهم بعد الهجرة سلمة بن مخلد كما رواه ابن أبي شيبه وقيل النعمان بن بشير (قال الحافظ) وفي الحديث أن مولد عبد الله بن الزبير كان في السنة الأولي وهو المعتمد اه زاد في رواية لمسلم قالت أسماء ثم مسحه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أي دعا له) وسماه عبد الله ثم جاء وهو ابن سبع سنين أو ثمان ليبايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمره بذلك الزبير فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رآه مقبلا اليه ثم بايعه، قال النووي هذه بيعة تبريك وتشريف لا بيعة تكليف: قال وفي هذا الحديث مناقب كثيرة لعبد