-[اهتمام آل النبي صلى الله عليه وسلم بمرضه ومحاولتهم شفاءه باللدود]-
٥٠١ (باب ما جاء في اهتمام آل بيته بمرضه ومحاولتهم شفاءه بالأدوية والرقى)(عن عائشة رضي الله عنها)(١) قالت لددنا (٢) رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه فأشار أن لا تلدوني، قلت كراهية المريض الدواء (٣) فلما أفاق قال ألم أنهكم أن لا تلدوني؟ قال لا يبقي منكم أحد إلا لد (٤) غير العباس فإنه لم يشهدكن ٥٠٢ (عن هشام بن عروة)(٥) قال أخبرني أبي أن عائشة قالت له يا ابن اختي لقد رأيت من تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه (أي العباس) أمرًا عجيبا، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تأخذه الخاصرة (٦) فيشتد به جدا فكنا نقول أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم عرق الكلية لا نهتدي أن نقول الخاصرة، ثم أخذت رسول الله يوما فاشتدت به جدا حتى أغمى عليه وخفنا عليه وفزع الناس إليه، فقلنا إن به ذات الجنب (٧) فلددناه، ثم سرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وآفاق وعرف أنه قد لد ووجد أثر اللدود، فقال ظننتم أن الله عز وجل سلطها علي، ما كان الله يسلطها علي (٨)، والذي نفسي بيده لا يبقي في البيت أحد إلا لد إلا عمى (٩) فرأيتهم يلدونهم رجلا رجلا قالت عائشة ومن في البيت يومئذ فتذكر فضلهم، فلد الرجال أجمعون وبلغ اللدود أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فلددن امرأة امرأة
عن ابن عباس وفيه أخرجوا المشركين من جزيرة العرب والله أعلم (باب) (١) (سنده) حدثنا يحيي عن سفيان حدثني موسى بن عائشة عن عبيد الله بن عبد الله عن عائشة للخ (غريبه) (٢) بفتح اللام والدال الأولى المهملة وسكون الثانية أي جعلنا الدواء في أحد جانبي فمه وحركناه بالإصبع قليلا وإنما لدوه لأنهم ظنوا به ذات الجنب، فلدوه بالقسط بضم القاف وسكون المهملة وهو العود الهندي والزيت لما ورد فيه من المنافع، ويلد به من ذات الجنب، وتقدمت فوائده في باب ما جاء في معالجة أمراض البطن وذات الجنب الخ من كتاب الطب في الجزء السابع عشر صفحة ١٧١ و ١٧٢ فارجع إليه (٣) معناه قالت عائشة هذا الامتناع كراهية المريض الدواء (٤) بضم اللام أي قصاصًا لفعلهم وعقوبة لهم بتركهم امتثال نهيه عن ذلك، أما من باشروا العمل فظاهر: وأما من لم يباشروا فلكونهم تركوا نهيه عما نهاهم عنه إلا عمه العباس فإنه لم يحضر حال اللد (تخريجه) (ق. وغيرهما) (٥) (سنده) حدثنا سليمان بن داود قال أنا عبد الرحمن عن هشام بن عروة الخ (غريبه) (٦) أي وجع في الخاصرة قيل أنه وجع في الكليتين (بضم الكاف) (٧) قال في النهاية ذات الجنب هي الدبيلة والدمل الكبيرة التي تظهر في باطن الجنب وتنفجر إلى داخل وقلما يسلم صاحبها (٨) جاء عند ابن سعد أنه صلى الله عليه وسلم قال (كنتم ترون أن الله يسلط علي ذات الجنب ما كان الله ليجعل لها علي سلطانا) (فإن قيل) جاء عند أبي يعلى بسند فيه ابن لهيعة من وجه آخر عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم مات من ذات الجنب (فالجواب) إن الحديث ضعيف، وعلى فرض صحته يجمع بينهما بما قاله الحافظ أن ذات الجنب تطلق بإزاه مرضين أحدهما ورم حار يعرض في الغشاء والمستبطن (قلت) هو ما ذكره صاحب النهاية آنفا قال والآخر ربح محتقن بين الاضلاع فالأول هو المنفي هنا، وقد وقع في رواية الحاكم في المستدرك ذات الجنب من الشيطان، والثاني هو الذي أثبت هنا وليس فيه محذور كالأول (٩) يعني العباس بن