-[آخر صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه الظهر يوم الخميس وتوفى يوم الاثنين الذي بعده]-
آخر نظره نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين) كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم ستر الحجرة فرأى أبا بكر وهو يصلى بالناس (١) قال فنظرت إلى وجهه كأنه ورقة مصحف (٢) وهو يبتسم قال وكدنا أن نفتتن في صلاتنا (٣) فرحا لرؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد أبو بكر أن ينكص (٤) فأشار إليه أن كما أنت ثم أرخى الستر فقبض من يومه ذلك، فقام عمر فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت ولكن ربه أرسل إليه كما أرسل إلى موسى فمكث عن قومه أربعين ليلة (٥) والله إني لا أرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقطع أيدي رجال من المنافقين وألسنتهم يزعمون أو قال يقولون ٥١٣ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات (٦)(عن أم الفضل بنت الحارث)(٧) قالت صلى بنا رسول الله في بيته متوشحا في ثوب المغرب فقرأ المرسلات ما صلى بعدها حتى قبض صلى الله عليه وسلم ٥١٤ (عن أم سلمة)(٨) قالت والذي أحلف به (٩) إن كان على لأقرب الناس عهدًا برسول الله صلى الله عليه وسلم قالت عدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة بعد غداة (١٠) يقول جاء علي مرارا، قالت وأظنه كان
قال لما كان يوم الاثنين الخ (غريبه) (١) يعني صلاة الفجر كما جاء مصرحا بذلك في رواية البخاري (٢) فيه ثلاث لغات ضم الميم وكسرها وفتحها، وتشبيهه بورقة المصحف عبارة عن الجمال وحسن البشرة وصفاء الوجه كما تقدم (وهو يبتسم) سبب تبسمه صلى الله عليه وسلم فرحه بما رأى من اجتماعهم على الصلاة واتباعهم لامامهم وإقامتهم شريعته واتفاق كلمتهم واجتماع قلوبهم، ولهذا استنار وجهه صلى الله عليه وسلم على عادته إذا رأى أو سمع ما يسره فيستنير وجهه (٣) أي كادوا أن يخرجوا من الصلاة فرحا برؤيته (٤) بضم الكاف من باب قعد أي أراد أبو بكر أن يرجع إلى ورائه (٥) إنما قال ذلك عمر رضي الله عنه بناء على ظنه الذي أداه اجتهاده إليه (٦) قال الحافظ ابن كثير في تاريخه في هذا الحديث أوضح دليل على أنه صلى الله عليه وسلم لم يصل يوم الاثنين صلاة الصبح مع الناس وأنه كان قد انقطع عنهم لم يخرج إليهم ثلاثا فعلى هذا يكون آخر صلاة صلاها معهم الظهر كما جاء مصرحا به في حديث عائشة المتقدم (قلت) حديث عائشة المشار إليه تقدم في باب ما جاء في انتقاله صلى الله عليه وسلم لبيت عائشة ليمرض فيه واستخلافه أبا بكر للصلاة صفحة ٢٢٩ رقم ٤٨٣ قال ولها قدمنا من خطبته بعدها وأنه انقطع عنهم يوم الجمعة والسبت والأحد وهذه ثلاثة أيام كوامل، وقال الزهري عن أبي بكر بن أبي سيرة إن أبا بكر صلى بهم سبع عشرة صلاة، وقال غيره عشرين صلاة فالله أعلم، ثم بدالهم وجهه الكريم صبيحة يوم الاثنين فودعهم بنظرة كادوا يفتنون بها ثم كان ذلك آخر عهد مهورهم (ق. جه. وغيرهم) (٧) (عن أم الفضل بنت الحارث الخ) هذا الحديث تقدم بسنة وشرحه وتخريجه في باب القراءة في المغرب من كتاب الصلاة في الجزء الثالث صفحة ٢٢٧ رقم ٥٨٨ وقولها ما صلى بعدها الخ أي بحسب علمها، وإلا فإن آخر صلاة صلاها معهم الظهر كما تقدم والله أعلم (٨) (سنده) حدثنا عبد الرحمن بن محمد (قال عبد الله ابن الامام أحمد) وسمعته أنا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن مغيره عن أم موسى عن أم سلمة (زوج النبي صلى الله عليه وسلم) قالت والذي أحلف به الخ (غريبه) (٩) تعني الله عز وجل وغرسها بذلك أن ما سنذكره حصل يقينا بغير شك (١٠) لأنه صلى الله عليه وسلم