للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[خطبة في فضل نسبة الشريف وطيب عنصره المنيف]-

(أبواب ما جاء في خطبه صلى الله عليه وسلم غير ما تقدم في الكتاب)

(باب خطبة في فضل نسبه الشريف وطيب عنصره المنيف)

(عن العباس بن عبد المطلب) (١) قال بلغ النبي صلى الله عليه وسلم بعض ما يقول الناس (٢) قال فصعد ٥٧١ المنبر فقال من أنا؟ قالوا أنت رسول الله، فقال أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، إن الله خلق الخلق فجعلني في خير فرقة، وخلق القبائل فجعلني في خير قبيلة، وجعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم


لأنه كان شيعيا وكان يظهر التشيع ويبطن الكهانة، وأسر إلى اخصائه أنه يوحي إليه وأن جبريل عليه السلام كان يأتيه بالوحي، وهو المختار بن أبي عبيد الثقفي خرج بالكرفة طالبا بدم الحسين سنة ست وستين فاستولى عليها وبايعوه بها، وتجرد لقتل قتلة الحسين فظفر بشعر بن ذي الجوشن. قاتل الحسين فقتله، ثم أحاط بدار خولى الأصبحي صاحب راس الحسين وقتله وأحرقه، وكذلك قتل عمر ابن سعد بن أبي وقاص صاحب الجيش الذي قتل الحسين، وهو الذي أمر أن يداس جسد الحسين وظهره بالخيل وقتل ابنه حفصا أيضا وأرسل برأسيهما إلى محمد بن الحنفية بالحجاز، وذلك في ذي الحجة سنة ٦٦ (وفيها) اتخذ المختار كرسيا وادعى أن فيه سرا وأنه لهم مثل التابوت لبني إسرائيل، ولما خرج المختار لقتال عبيد الله بن زياد الذي أرسل الجيش لقتل الحسين خرج بالكرسي يحف به الرجال ويستر بالحرير ويحمل على البغال فاستولى على الموصل في سنة سبع وستين وقدم على الجيش إبراهيم بن الأشتر النخفي فقتل ابن الأشتر عبيد الله بن زياد وانهزم أصحابه (وفي هذه السنة) ولي ابن الزبير أخاه مصعبا البصرة فسار إلى الكوفة وحارب المختار وضيق عليه الحصار، ثم دخل المدينة وقتل المختار في رمضان سنة ٦٧، وإنما أمر ابن الزبير بقتله لفجوره وفسقه وخروجه عليه، ولا شك أنه كان ضالا مضلا أراح الله المسلمين منه بعد ما انتقم به، من قوم آخرين من الظالمين كما قال الله تعالى (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون) وتقدم للمختار هذا ذكر في باب ما جاء في الترهيب من الغدر في الجزء التاسع عشر ص ٢٣٤ رقم ٩٤ و ٩٥ فارجع إليه والله أعلم (تخريجه) رواه البخاري عن قتيبة عن سفيان به (باب) (١) (سنده) حدثنا أبو نعيم عن سفيان عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله ابن الحارث بن نوفل عن المطلب بن أبي وداعة قال قال العباس بلغ النبي صلى الله عليه وسلم بعض ما يقول الناس الخ (غريبه) (٢) تقدم التصريح بقول الناس في باب ذكر نسبه الشريف في الجزء العشرين ص ١٧٦ في حديث رقم ٢ عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب قال أتى ناس من الأنصار النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا أنا لنسمع من قومك حتى يقول القائل منهم إنما مثل محمد مثل نخلة نبتت في كياء (بكسر الكاف) قال حسين الكباء الكناسة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها الناس من أنا فذكر الحديث كما هنا وتقدم شرحه هناك فارجع إليه (تخريجه) (مذ) من طريق الثوري باسناده عن المطلب بن أبي وداعة قال جاء العباس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه سمع شيئا فقام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر الخ وكذلك رواه البغوي فيما نقل الحافظ في الإصابة فأوهم هذا أنه من مسند المطلب ولكنه من روايته عن العباس

<<  <  ج: ص:  >  >>