-[خطبة في الأدب والمواعظ والأخلاق والتعزير من الدنيا والنساء]-
(ومن طريق ثان) حدثنا عفان ثنا شعبة أنبأنا أبو إسحاق عن أبي عبيدة وأبي الأحوص قال وهذا حديث أبي عبيدة عن أبيه قال علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبتين خطبة الحاجة وخطبة الصلاة الحمد لله أو إن الحمد لله نستعينه فذكر معناه (عن ابن عباس)(١) أن النبي صلى الله عليه وسلم كلم رجلا في ٥٧٤ شيء فقال الحمد لله نحمده ونستعينه، من يهدى الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (باب خطبة في الأدب والمواعظ والأخلاق والتحذير من الدنيا والنساء)(حدثنا يزيد بن هارون)(٢) وعفان ٥٧٥ قالا ثنا حماد بن سلمة قال أنا علي بن زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قا لخطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة بعد العصر إلى مغيربان الشمس (٣) حفظها منا من حفظها ونسيها منا من نسي فحمد الله، قال عفان وقال حماد وأكثر حفظي أنه قال بما هو كائن إلى يوم القيامة، ثم قال أما بعد فإن الدنيا خضرة حلوة (٤) إن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، ألا فاتقوا الدنيا واتقوا النساء (٥) ألا أن بني آدم خلقوا على طبقات شتى (٦) منهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت مؤمنا (٧)، ومنهم من يولد كافر ويحيا كافر ويموت كافرا (٨) ومنهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت كافرا (٩) ومنهم من يولد كافر ويحيا كافرا ويموت مؤمنا (١٠)، ألا إن الغضب حمرة توقد (١١) في جوف ابن آدم، ألا ترون إلى حمرة عينيه (١٢) وانتفاخ أوداجه؟ فإذا وجد أحدكم شيئا من ذلك (١٣) فالأرض الأرض، ألا إن خير الرجال (١٤) من كان بطئ الغضب سريع الرضا، وشر الرجال من كان سريع الغضب بطيء الرضا، فإذا كان الرجل بطيء
استحباب الخطبة للنكاح من كتاب النكاح في الجزء السادس عشر ص ١٦٥ رقم ٧٣ فارجع إليه (١) (عن ابن عباس الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه عقب حديث ابن مسعود في الجزء السادس عشر في الباب المشار إليه ص ١٦٥ رقم ٧٤ وهو بعض خطبة النكاح كما في حديث ابن مسعود السابق وسنده صحيح (باب) (٢) (حدثنا يزيد بن هارون الخ) (غريبه) (٣) أي إلى قرب غروبها (٤) أي خضرة في المنظر حلوة في المذاق وكل منهما يرغب فيه منفردا فكيف إذا اجتمعا؟ وأراد أن صورة الدنيا ومتاعها حسن المنظر يعجب الناظر (٥) حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الفتنة بهما وخصص بعد ما عمم إيذانا بأن الفتنة بالسماء أعظم الفتن الدنيوية (٦) أي متفرقة (٧) هذا الفريق هم سعداء الدنيا والآخرة (٨) وهذا الفريق هم أهل الشقاوة (٩) أي يسبق عليه الكتاب فيختم له بالكفر تعوذ بالله من ذلك (١٠) أي يختم له بالايمان فيصير من أهل السعادة (١١) أي تتوقد حذفت إحدى التاءين تخفيفا (١٢) أي عند الغضب (وانتفاخ أوداجه) جمع ودج بفتح المهملة وتكسر وهو عرق الأخدع الذي يقطعه الذابح فلا يبقى معه حياة، ويسمى الوريد أيضا (١٣) يعني من بوادر الغضب (فالأرض الأرض) أي فليضطجع بالأرض ويلصق نفسه فيها لتنكسر حدته وتذهب حدة غضبه (وفي رواية) فليلزق بالأرض وفي أخرى فليجلس (١٤) ذكر الرجال وصف طردي والمراد الآدميين