للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[بقية خطبة الأدب والمواعظ والأخلاق والتحزير من الدنيا والنساء]-

الغضب بطيء الفيء (١) وسريع الغضب وسريع الفيء فإنها بها (٢) إلا أن خير التجار من كان حسن القضاء (٣) حسن الطلب، وشر التجار من كان سيء الفضاء (٤) سي الطلب، فإذا كان الرجل حسن القضاء سيء الطلب أو كان سيء القضاء حسن الطلب فإنها بها (٥) إلا أن لكل غادر لواءا يوم القيامة بقدر غدرته، ألا وأكثر الغدر غدر أمير عامة (١) ألا لا يمنعن رجلا مهابة الناس أن يتكلم بالحق إذا علمه (٧) ألا إن أفضل الجهاد كلمة حق (٨) عند سلطان جائر (٩)، فلما كان عند مغير بان الشمس قال ألا إن مثل ما بقى من الدنيا فيما مضى منها مثل ما بقى من يومكن هذا فيما مضى منه (١٠) (ومن طريق ثان) حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر ذات يوم بنهار ثم قام يخطبنا إلى أن غابت الشمس فلم يدع شيئا مما يكون على يوم القيامة إلا حدثناه حفظ ذلك من حفظ ونسي من نسي (ثم ذكر نحو الحديث المتقدم وفيه إلا أن لكل غادر لواءًا يوم القيامة بقدر غدرته فليجلس أو قال فليلصق بالأرض، وفيه وما شيء أفضل من كلمة عدل تقال عند سلطان جائر فلا يمنعن أحدكم اتقاء الناس أن يتكلم بالحق إذا رآه أو شهده، ثم بكي أبو سعيد فقال قدو الله منعنا ذلك (١٢) قال وأنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله (١٣) قال ثم دنت


ذكورا وإناثا (١) أي الرجوع (٢) أي فإن إحدى الخصلتين تقابل الأخرى فلا يستحق مدحا ولا ذما (٣) أي الوفاء لما عليه من ديون التجارة ونحوها (حسن الطلب) أي سهل التقاضي يرحم المعسر وينظره ولا يضايق الموسر في الأشياء التافهة، ولا يلجئه إلى الوفاء في وقت معين ولا من مال معين (٤) أي لا يوفى لغريمة دينه إلا بكلفة ومشقة وتماطل مع يساره (سيء الطلب) أي ملح على مديونه بالطلب من غير رحمة ولا شفقة بل بصعوبة مع علمه باعساره إذ ذاك (٥) أي فإحدى الخصلتين تقابل بالأخرى نظير ما تقدم، ويجري ذلك كله في كل من له حق أو عليه حق، وإنما خص التجار لأكثرية القضاء والتقاضي فيما بينهم (٦) جاءت هذه الجملة في حديث مستقل عن عبد الله بن عمر تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب الوفاء بالعهد وعدم الغدر من كتاب الجهاد في الجزء الرابع عشر ص ١١٩ رقم ٣٣٢ (٧) أي فإن ذلك يجب عليه وليست مهابة الناس عذرا في التخلف بشرط سلامة العاقبة (٨) معناه أفضل أنواع الجهاد كلمة حق يتكلم بها كأمر بمعروف أو نهي عن منكر (٩) أي ظالم فإن ذلك أفضل من جهاد العدو لأنه أعظم خطرا (١٠) يعني أن ما بقى من الدنيا أقصر وأقل مما سلف منها، وإذا كانت بقية الشيء وإن كثرت في نفسها قليلة بالإضافة إلى معظمه كانت خليقة بأن توصف بالقلة، ذكره الزمخشري (١١) الأست همزته وصل ولامه محذوفة والأصل سته فحذفت الهاء وعوض عنها الهمزة وهو العجز ويراد به حلقة الدبر ويجمع على إسناد كسبب وأسباب، والمراد هنا العجز أي خلفه ليكون علامة يعرف بها، أنظر شرح حديث ابن عمر في باب الوفاء بالعهد المشار إليه آنفا (١٢) معناه أنهم كانوا يقولون بالحق ولكن وجد في عصرهم من لم يسمع لقولهم ولذلك بكى أبو سعيد (١٣) يفيد أن الأمة

<<  <  ج: ص:  >  >>