للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[خطبة ذكر فيها النبي صلى الله عليه وسلم ما كان وما يكون استغرقت يوما كاملا]-

وقال إنما بعقتك لأيليك (١) وابتلى بك وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه نائما ويقظان (٢) ثم إن الله عز وجل أمرني أن أحرق قريشًا فقلت يا رب إذًا يثلغوا (٣) رأسى فيدعوه خبزة، فقال استخرجهم كما استخرجوك واغزهم نغزك (٤) وأنفق عليهم فسننفق عليك وابعث جندا نبعث خمسة مثله وقاتل بمن أطاعك من عصاك، وأهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط (٥) متصدق موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربي ومسلم (٦) ورجل فقير عفيف متصدق، وأهل النار خمسة، الضعيف الذي لا زبر له (٧) الذين هم فيكم تبعا أو تبعاه شك يحيي لا يبتغون أهلا ولا مالا (٨) والخائن الذي لا يخفي عليه (٩) طمع وإن دق إلا حانة ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك، وذكر البخل والكذب والشنظير (١٠) الفاحش

(باب خطبة استغرقت يوما كاملا ذكر فيها النبي صلى الله عليه وسلم ما كان وما هو كائن)

٥٨٠ (عن أبي زيد الانصاري) (١١) قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر ثم نزل فصلى الظهر ثم صعد المبنر فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى العصر فصعد المنبر فخطبنا حتى غابت الشمس فحدثنا بما كان وما هو كائن فاعلمنا احفظنا


صلى الله عليه وسلم والمراد ببقايا أهل الكتاب الباقون على التمسك بدينهم الحق من غير تبديل (١) معناه لا متحنك بما يظهر منك من قيامك بما أمرتك به في تبليغ الرسالة وغير ذلك في الجهاد في الله حق جهاده والصبر في الله تعالى وغير ذلك، وابتلى بك من أرسلتك إليهم فمنهم من يظهر إيمانه ويخلص في طاعاته، ومنهم من يتخلف ويتأبد بالعداوة والكفر، ومنهم من ينافق، والمراد يمنحنه ليصير ذلك واقعا بارزًا فإن الله تعالى إنما يعاقب العباد على ما وقع منهم لا على ما يعلمه قبل وقوعه، وإلا فهو سبحانه عالم بجميع الأشياء قبل وقوعها وهذا نحو قوله تعالى (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين) أي نعلمهم فاعلين ذلك متصفين به (٢) أما قوله لا يغسله فمعناه محفوظ في الصدور لا يتطرق إليه الذهاب بل يبقى على ممر الأزمان، وأما قوله تقرؤه نائما ويقظان فقال العلماء معناه يكون محفوظا لك في حالتي النوم واليقظة، وقيل تفرؤه في يسر وسهولة (٣) بفتح الياء التحتية واللام بينهما مثلثة ساكنة أي يشدخوه ويشجره كما يشنخ الخبز أي يكسر (٤) بضم النون وكسر الزاي أي نعينك (٥) أي عادل (٦) مجرور معطوف على ذي قربى (٧) بفتح الزاى وإسكان الموحدة أي لا عقل له يزبره ويمنعه مما لا ينبغي وقيل هو الذي لا مال له (٨) أي لا يطلبون (٩) معنى لا يخفى لا يظهر قال أهل اللغة يقال خفيت الشيء إذا أظهرته وأخفيته إذا سترته وكتمته هذا هو المشهور" وقيل هما لغتان فيهما جميعا (١٠) بكسر الشين والظاء المعجمتين وإسكان النون بينهما وفسره في الحديث بأنه الفاحش أي السيء الخلق والله أعلم (تخريجه) (م. وغيره) (باب) (١١) (سنده) حدثنا أبو عاصم ثنا عزرة بن ثابت ثنا علياء ابن احمر اليشكري ثنا أبو زيد الانصاري الخ (قال النووي رحمه الله) أما علباء فبعين مهملة مكسورة ثم لام ساكنة ثم باء موحدة ثم ألف ممدودة، وأحمر آخره راء، وأبو زيد هو عمرو بن أخطب

<<  <  ج: ص:  >  >>