(باب خطبة في شأن الأنصار رضي الله عنهم)(عن أبي سعيد الخدري)(١) قال لما أعطى ٥٨١ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطى من تلك العطايا في قريش وقبائل العرب ولم يكن في الأنصار منها شيء (٢) وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتى كثرت فيهم الفالة، حتى قال قائلهم لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه (٣) فدخل عليه سعد بن عبادة (٤) فقال يا رسول الله إن هذا الحي قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت فيه هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب ولم يكن في هذا الحي من الانصار شيء، قال فأين أنت من ذلك يا سعد؟ (٥) قال يا رسول الله ما أنا إلا امرء من قومي وما أنا (٦) قال فجمع لي قومك في هذه الحظيرة (٧) قال فخرج سعد فجمع الناس في تلك الحظيرة، قال فجاء رجال من المهاجرين فتركهم فدخلوا وجاء آخرون فردهم (٨) فلما اجتمعوا أتاه سعد فقال قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار، قال فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه بالذي هو له أهل، ثم قال يا معشر الأنصار ما قاله بلغتني عنكم؟ وجدة وجدتموها في أنفسكم؟ ألم أتكم ضلالا فهداكم الله، وعالة فاغناكم الله، وأعداءا فألف الله بين قلوبكم، قالوا بل الله ورسوله أمن وأفضل (٩) قال ألا تجيبونني يا معشر الأنصار؟ قالوا وبماذا نجيبك يا رسول الله ولله ولرسوله المن والفضل (١٠) قال أما والله لو شئتم لقلتم فلصدقتم وصدقتم (١١) أتيتنا مكذبا فصدقناك، ومخذولا فنصرناك، وطريدا فآويناك، وعائلا
بالخاء المعجمة الصحابي المشهور (تخريجه) أخرجه مسلم في الفتن (باب) (١) (سنده) حدثنا يعقوب ثنا أبي عن ابن إسحاق قال وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن أبي سعيد الخدري الخ (غريبه) (٢) الظاهر أن ذلك كان في تقسيم غنائم هوازن يوم حنين كما يستفاد من حديث أنس، وتقدم في هذا الجزء صفحة ١٧١ رقم ٤٠٧ (٣) معناه فعطف عليهم وترك الانصار (٤) هو الأنصاري الخزرجي الساعدي المدني، اتفقوا على أنه كان نقيب بني ساعدة وكان صاحب راية الأنصار لمشاهد كلها، وكان سيدًا جوادا وجيها في الأنصار ذاا رياسة ودراية وكرم، وكان مشهورا بالكرم، وكان يحمل كل يوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم جفنة مملوءة ثريدًا ولحمًا رضي الله عنه (٥) أي أين تريدون ذلك يا سعد (٦) معناه أريد ما يريده قومي (وما أنا) أي وما أنا إلا كذلك (٧) هي الموضع الذي يحاط عليه لتأوى إليه الغنم والإبل يقيها البرد والريع (٨) إنما ترك بعض المهاجرين فدخلوا ورد بعضهم لأن الذين دخلوا كانوا من كبار المهاجرين وشيوخهم وممن يستفاد برأيهم كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ورد الآخرين للاكتفاء بهؤلاء (٩) معناه أنه كان ذلك فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنهم معترفون بذلك وأنهم جعلوا الفضل والمنة لله ولرسوله قال ألا تجيبوني يا معشر الأنصار؟ أي ألا تردوا علي قول بما لكم علي من المآثر (١٠) في قولهم هذا من الأدب والاحترام لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا مزيد عليه، فلما رآهم كذلك أراد صلى الله عليه وسلم أن يظهر فضلهم ويجيب عنهم (١١) يحتمل أن قوله صدقتم الثانية تأكيد للأولى، ويحتمل أن تكون بضم الصاد المهملة وكسر الدال المشددة أي وصدقكم النبي صلى الله عليه وسلم