-[خطبته صلى الله عليه وسلم بمنى يوم النحر غير ما تقدم في كتاب الحج]-
لكل ذي حق حقه ولا وصية لوارث (١) والولد للفراش وللعاهر الحجره ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل (وعنه عن طريق ثان)(٢) قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته فقال إلا أن الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي وأخذ وبرة من كاهل ناقته فقال ولا ما يساوي هذه أو ما يزن هذه لعن الله من ادعى إلى غير أبيه الحديث كما تقدم (حدثنا أبو معاوية)(٣) قال ثنا هلال بن عامر ٥٨٤ المزني عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس بمنى على بغلة وعليه برد أحمر قال ورجل من أهل بدر بين يديه (٤) يعبر عنه، قال فجئت حتى ادخلت يدى بين قدمه وشراكه، قال فجعلت أعجب من بردها (٥)(ومن طريق ثان) قال حدثنا محمد بن عبيد قال حدثنا شيخ من بنى فزارة عن هلال بن عامر المزني عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس على بغلة شهباء (٦) وعلى يعبر عنه (حدثنا إسماعيل)(٧) قال أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي بكرة ٥٨٥ أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في حجته فقال ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض (٨) السنة اثنا عشر شهرا: منها أربعة حرم، ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة
والتاء المثناة فوق بينهما راء مشددة مفتوحة (قال في النهاية) أراد شدة المضغ وضم بعض الأسنان على البعض، وقيل قصع الجرة خروجها من الجرف إلى الشدق ومتابعة بعضها بعضا وإنما تفعل الناقة ذلك إذا كانت مطمئنة، وإذا خافت شيئا لم تخرجها (١) تقدم شرح ذلك إلى آخر الحديث في أبوابه والله الموفق (٢) (سنده) حدثنا عبد الرزاق أنا سفيان عن ليث عن شهر بن حوشب قال أخبرني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم: وعن ابن أبي ليلي أنه سمع عمرو بن خارجة قال ليث في حديثه خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته الخ (تخريجه) أخرج الطريق الأولى منه (نس مذجه قط هق) وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح، وأخرج الطريق الثانية منه مسلم (٣) (حدثنا أبو معاوية الخ) (غريبه) (٤) هذا الرجل هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما صرح بذلك في الطريق الثانية (وقوله بعير عنه) أي يبلغ كلام النبي صلى الله عليه وسلم يأعلى صوته إلى أهل الموسم (٥) معنى هذا أنه دنا من النبي صلى الله عليه وسلم حتى وضع يده بين قدم النبي صلى الله عليه وسلم وشراك نعله وتمكن من رؤيته وسماع صوته ورؤية ملابسه ولنها حتى لقد أحس ببرد قدمه صلى الله عليه وسلم (٦) قال في المصباح الشهب مصدر من باب تعب وهو أن يغلب البياض السواد والاسم الشهبة وبغل أهشب وبغلة شهباء (تخريجه) (د) أخرج الطريق الثانية أبو داود قال المنذري اختلف في إسناده فقيل انفرد بحديثه أبو معاوية الضرير وقيل أنه أخطأ فيه لأن يعلي بن عبيد قال فيه عن هلال ابن عمرو عن أبيه وصوب بعضهم الأول أهـ قلت وأورده الحافظ في الإصابة بسند الطريق الأولى وقال أخرجه أحمد وأبو داود من طريقه، ثم قال ابن السكن إن أبا معاوية أخطأ فيه، وقال مروان وغيره عن هلال بن عامر عن رافع بن عمرو وصوب هذا الثاني البغوي قال الحافظ لم ينفرد أبو معاوية بذلك فقد روى أحمد أيضا عن محمد بن عبيد عن شيخ من بنى فزارة عن هلال بن عامر عن أبيه، فيحتمل أن يكون هلال سمعه من أبيه ومن عمه رافع أهـ (٧) (حدثنا إسماعيل الخ) (غريبه) (٨) قال العلماء معناه أنهم في الجاهلية يتمسكون به