للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[خطبته صلى الله عليه وسلم أوسط التشريق غير ما تقدم في كتاب الحج]-

أنتم وفي أي يوم أنتم وفي أي بلد أنتم؟ قالوا في يوم حرام وشهر حرام وبلد حرام، قال فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقونه، ثم قال اسمعوا مني تعيشوا، ألا لا تظلموا ألا لا تظلموا ألا لا تظلموا إنه لا يحل مال أمرئ إلا بطيب نفس منه، ألا وإن كل دم ومال ومأثرة (١) كانت في الجاهلية تحت قدمي (٢) هذه إلى يوم القيامة، وإن أول دم يوضع دم ربيعة بن الحارث (٣) بن عبد المطلب كان مسترضعا في بني ليث فقتلته هذيل، إلا وأن كل ربا كان في الجاهلية موضوع، (٤) وإن الله عز وجل قضى أن أول ربا يوضع ربا العباس بن عبد المطلب (٥) لكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون إلا وأن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، ثم قرأ (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم، ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم) ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا أن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون (٦) ولكنه في التحريش بينكم، فاتقوا الله عز وجل في النساء فانهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا وإن لهن عليكم ولكم عليهن حقا، أن لا يوطئن فرشكم أحدًا غيركم، ولا يأذن في بيوتكم لحد تكرهونه فإن خفتم نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح، قال حميد قلت للحسن ما المبرح؟ قال المؤثر، ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وإنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله عز وجل (٧) ومن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها، وبسط يديه فقال الأهل بلغت الأهل بلغت؟ ثم قال ليبلغ الشاهد الغائب فإنه رب مبلغ أسعد من سامع، قال حميد قال الحسن حين بلغ هذه الكلمة قدو الله بلغوا


جذيم بن حنيفة، وقيل عمرو بن حمزة إفادة ابن فتحون، كذا في التقريب للحافظ (غريبه) (١) بفتح المثلثة وضمها أي كل ما يؤثر ويذكر من مكارم أهل الجاهلية ومفاخرهم (٢) كناية عن إبطالها وإسقاطها (٣) جاء عند مسلم دم ابن ربيعة بن الحارث، قال المحققون والجمهور اسم هذا الابن إياس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، قال القاضي عياض ورواه بعض رواة مسلم دم ربيعة بن الحارث قال وكذا رواه أبو داود. قيل هو وهم، والصواب ابن ربيعة، لأن ربيعة عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى زمن عمر بن الخطاب: وتأوله أبو عبيد فقال دم ربيعة لأنه ولي الدم فنسبه إليه، قال وكان هذا الابن المقتول طفلا صغيرا يحبو بين البيوت فأصابه حجر في حرب كانت بين بنى سعد وبني ليث بن بكر قاله الزبير بن بكار (٤) معناه الزائد على رأس المال كما قال تعالى (وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم) والمراد بالوضع الراد والإبطال (٥) فيه أن الإمام وغيره ممن يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر ينبغي أن يبدأ بنفسه وأهله فهو أقرب إلى قبول قوله وإلى طيب نفس من قرب عهده بالإسلام (٦) أي عجز عن تكفيرهم وعبادتهم إياه ولكنه لم يعجز عن التحريش بينهم يعني في الخصومات والشحناء والحروب والفتن (٧) ما جاء هنا بخصوص النساء تقدم شرحه في باب جامع لحقوق الزوجين من كتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>