للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[قصة عبد المجيد العقيلي مع العداء بن خالد الكلابي في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفه]-

مناسكنا جئنا حتى اتينا الزجيج فأنحنا رواحلنا، قال فانطلقنا حتى أتينا على بئر عليه أشياخ مخضبون (١) يتحدثون، قال قلنا هذا الذي صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أين بيته؟ قال قالوا نعم صحبه وهذاك بيته، فانطلقنا حتى أتينا البيت فسلمنا قال فأذن لنا فإذا هو شيخ كبير مضطجع يقال له العداء بن خالد الكلابي، قلت أنت الذي صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم، ولولا أنه الليل لأقرأتكم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي، قال فمن أنتم؟ قلنا من أهل البصرة، قال مرحبا بكم؛ ما فعل يزيد ابن المهلب؟ قلنا هو هناك يدعو إلى كتاب الله تبارك وتعالى وإلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم، قال فيما هو من ذاك فيما هو من ذاك (٢) قال قلت أيا نتبع؟ هؤلاء أو هؤلاء يعني أهل الشام (٣) أو يزيد؟ قال إن تقعدوا تفلحوا وترشدوا، ولا أعلمه إلا قال ثلاث مرات (٤) رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة وهو قائم في الركابين ينادى بأعلى صوته يا أيها الناس أي يوم يومكم هذا؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال فأي شهر شهركم هذا؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال فأي بلد بلدكم هذا؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال يومكم يوم حرام وشهركم شهر حرام وبلدكم بلد حرام، قال فقال ألا إن دمائكم وأمولكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم تبارك وتعالى فيسألكم عن أعمالكم، قال ثم رفع يديه إلى السماء فقال اللهم أشهد عليهم اللهم أشهد عليهم ذكر مرارا فلا أدرى كم ذكره (باب خطبته صلى الله عليه وسلم أوسط أيام التشريق غير ما تقدم في الحج) (عن أبي حرة الرفاشي عن عمه) (٥) قال كنت آخذا بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق أذود عنه الناس فقال يا أيها الناس أتدرون في أي شهر


في معجمه الزجيج منقول عن لفظ تصغير الزج للرمح منزل الحاج بين البصرة ومكة (١) أي مخضبون لحاهم من الشيب (٢) معناه أنه بعيد عن ذلك ولا يقصد بذلك وجه الله (٣) يعين المتبعين للخليفة أو يزيد بن المهلب (٤) أشار عليهم بالقعود وعدم مناصرة أحدهما لكونهم في وقت فتنة يحارب المسلمون فيه بعضهم بعضا وقد نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، ثم ذكر الحديث مستدلا به على تأييد قوله والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أنه قال بماء يقال له الرجيع، وقال أليس هذا شهر حرام وبلد حرام ويوم حرام: ورجال الطبراني موثقون، قال وروى أبو داود منه رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قائما في الركابين أهـ قلت اقتصر الحافظ الهيثمي على توثيق رجال الطبراني لأن في مسند الإمام أحمد عمر بن إبراهيم اليشكري قال في تعجيل المنفعة روى عن عبد المجيد العقيلي وعنه يونس. لا يعرف (قال الحافظ) أظنه العبدي فإنه بصري من هذه الطبقة ولم يذكر البخاري ومن تبعه إلا العبدي ولا ذكره الخطيب في المتفق، ويونس الرواي عنه هو المؤدب وهو مذكور في الرواة عن العبدي في التهذيب أهـ (قلت) قال في التهذيب شيخ، وفي الخلاصة عمر بن إبراهيم العبدي وثقة ابن معين في رواية الدرامي، وقال ابن عدى حديث عن قتادة مضطرب والله اعلم (باب) (٥) (سنده) حدثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا علي بن زيد عن أبي حرة الرقاشي عن عمه الخ (قلت) قبل اسم عمه

<<  <  ج: ص:  >  >>