-[حديث ابن عباس رضي الله عنهما في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع]-
غنيمات (١) فجعل يقسمهن بين الرجلين الشاة والثلاثة الشاة (٢)(عن عكرمة عن ابن عباس)(٣) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يا أيها الناس أي يوم هذا؟ قالوا هذا يوم حرام؛ قال أي بلد هذا؟ قالوا بلد حرام، قال فأي شهر هذا؟ قالوا شهر حرام، قال فإن أموالكم ودمائكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا. ثم أعادها مرارا ثم رفع رأسه إلى السماء فقال اللهم هل بلغت مرارا، قال يقول ابن عباس والله أنها لوصية إلى ربه عز وجل، ثم قال ٥٨٨ ألا فليلغ الشاهد الغائب، لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض (حدثنا يونس)(٤) ثنا عمر بن إبراهيم اليشكري ثنا شيخ كبير من بني عقيل يقال له عبد المجيد العقيلي قال انطلقنا حجاجا ليالي خرج يزيد بن المهلب (٥) وقد ذكر لنا أن ماءًا بالغالية يقال له الزجيج (٦) فلما مضينا
الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة غيره (هو أوعى) أي احفظ للحديث (من مبلغ) بضم أوله وكسر اللام المشددة يعني ممن سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة وتقدم الكلام على ذلك (١) تصغير غنم وهي القطعة القليلة من الغنم (٧) جاء عند مسلم ثم انكفأ إلى كبشين أملحين فذبحهما وإلى جزيعة من الغنم فقسمها بيننا (قال القاضي)، قال الدارقطني قوله ثم انكفأ إلى آخر الحديث وهم من ابن عون فيما قيل وإنما رواه ابن سيرين عن أنس فادرجه ابن عون هنا في هذا الحديث فزواه عن ابن سيرين عن عبد الرحمن ابن أبي بكرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم (قال القاضي) وقد روى البخاري هذا الحديث عن ابن عون فلم يذكر فيه هذا الكلام فلعله تركه عمدا، وقد رواه أيوب مرة عن ابن سيرين في كتاب مسلم في هذا الباب ولم يذكروا فيه هذه الزيادة (قال القاضي)، والأشبه أن هذه الزيادة إنما هي في حديث آخر في خطبة عيد الأضحى فوهم فيها الراوي فذكرها مضمومة إلى خطبة الحجة وهما حديثان ضم أحدهما إلى الآخر، وقد ذكر مسلم هذا بعد هذا في كتاب الضحايا من حديث أيوب وهشام عن ابن سيرين عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ثم خطب فأمر من كان ذبح قبل الصلاة أن يعيد ثم قال في آخر الحديث فانكفأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كبشين فذبحهما فقام الناس إلى غنيمة فتوزعوها: هذا هو الصحيح وهو دافع للاشكال أهـ (تخريجه) (م) ورواه أيضا البخاري بدون قصة الغنيمات (٣) عن عكرمة عن ابن عباس الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في الخطبة يوم النحر بمنى من كتاب الحج في الجزء الثاني عشر ص ٢١١ رقم ٤١٣ فارجع إليه (٤) (حدثنا يونس الخ) (غريبه) (٥) كان يزيد بن المهلب واليا على العراق في خلافة الملك العادل عمر بن عبد العزيز وكان متحيزا للخوارج الذين خرجوا على عمر بن عبد العزيز ويجمع لهم الأموال سرا، فلما علم بذلك عمر بن عبد العزيز عزله وكتب إلى عدى بن أرطاة يأمره بانفاذ يزيد بن المهلب إليه موثوقا فطلب منه عمر أن يرد ما أخذه من الأموال فأبى فسجنه وكان ذلك في سنة ٩٩ وفي خمس وعشرين من شهر جمادى الثانية توفى عمر بن عبد العزيز رحمه الله بعد أن حكم سنتين وخمسة أشهر وأربعة عشر يوما فرجعت الخلافة لأبناء عبد الملك بن مروان فبويع يزيد بن عبد الملك (وفي هذه السنة) حارب الخليفة يزيد بن عبد الملك يزيد بن المهلب لخروجه عن الطاعة، وكان ابن المهلب قد جمع جيوشا من آل المهلب وغيرهم لمحاربة الخليفة، فأرسل الخليفة إليهم أخاه مسلمة بن عبد الملك بن مروان سنة ١٠٢ فقتل ابن المهلب وكسر جيشه وانهزم آل المهلب ثم ظفر بهم مسلمة فقتلهم (٦) قال ياقوت