رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنا موضع اللبنة جئت فختمت الأنبياء (وعنه أيضا)(١) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثلي ومثل الأنبياء (٢) كمثل رجل أوقد نارا فجعل الفراش (٣) والجنادب يقعن فيها قال وهو يذبهن (٤) عنها قال وأنا آخذ بحجزكم (٥) عن النار وأنتم؟؟؟ (٦) من يدي ٦٠١ (عن أبي هريرة)(٧) عن النبي صلى الله عليه وسلم طعام الاثنين كافي الثلاثة (٨) والثلاثة كافي الأربعة، إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش والدواب تتقحم
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل ابتنى دارا فأكملها وأحسنها إلا موضع لبنة فجعل الناس يدخلونها ويعجبون ويقولون لولا موضع اللبنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنا موضع اللبنة جئت فختمت الأنبياء (تخريجه) (م. وغيره) وروى الإمام أحمد أيضا نحوه عن أبي سعيد الخدري فقال (حدثنا) أبو معاوية ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلي ومثل النبيين من قبلي كمثل رجل بنى دارا فأتمها إلا لبنة واحدة فجئت أنا فاتممت تلك اللبنة (قلت) هذا حديث صحيح رواه مسلم وغيره (١) (سنده) حدثنا عفان ثنا سليم ابن حيان أنا سعيد بن مينا عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٢) هكذا بالأصل (مثلي ومثل الأنبياء) وهذا التمثيل لا يتفق مع الأنبياء والظاهر أنه خطأ من الناسخ أو الطابع فقد جاء عند مسلم في هذا الحديث نفسه عن جابر بلفظ مثلي ومثلكم، وعنده أيضا من حديث أبي هريرة بلفظ (مثلي ومثل أمتي) وله رواية أخرى (مثلي ومثلكم) وللإمام أحمد من حديث أبي هريرة وسيأتي بعد هذا بلفظ (إنما مثلي ومثل الناس) وكذلك للبخاري من حديث أبي هريرة أيضا فهذا هو الصواب والله أعلم (٣) الفراش بفتح الفاء وتخفيف الراء وآخره شين معجمه هو الطير الذي يلقى نفسه في ضوء السراج وأحدثها فراشة، وقال الخليل هو الذي يطير كالبعوض، وقال غيره ما تراه كصغار البق بتهافت على النار، وقال الحافظ منها البرغش والبعوض (والجنادب) جمع جندب كبندق، قال أبو حاتم الجندب على خلقة الجراد له أربعة أجنحة كالحراد وأصغر منها يطير ويصر بالليل صرأ شديدا وقيل غيره (٤) أي يمنعهن عن الوقوع فيها (٥) الحجز بضم الحاء المهملة وفتح الجيم جمع حجزة كغرفة، وهي موضع شد الإزار، ثم قيل للإزار حجزة للمجاورة (٦) بضم التاء المثناة فوق وإسكان الفاء وكسر اللام المخففة يقال أفلت مني وتفلت إذا نازعك الغلبة والهرب ثم غلب وهرب، ومقصود الحديث أنه صلى الله عليه وسلم شبه تساقط الجاهلين والمخالفين بمعاصيهم وشهواتهم في نار الآخرة وحرصهم على الوقوع في ذلك مع منعه إياهم وقبضه على مواضع المنع منهم بتساقط الفراش في نار الدنيا لهواه وضعف تمييزه وكلاهما حريص على هلاك نفسه ساع في ذلك لجهله (تخريجه) (ق. وغيرهما) (٧) (سنده) حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة الخ (غريبه) (٨) قال ابن عبد السلام في أماليه هو خير بمعنى الأمر أي اطعموا طعام الاثنين للثلاثة أو هو تنبيه على أنه يقوت الأربعة وأخبرنا بذلك لئلا نجزع، أو معناه طعام الاثنين إذا أكلا متفرقين كاف لثلاثة اجتمعوا، وقال المهلب المراد من هذه الأحاديث الحث على المكارمة والتقنع بالكفاية وليس المراد الحصر في مقدار الكفاية بل المواساة وهذه الجملة جاءت حديثا مستقلا عند الشيخين أيضا وتقدم شرح ذلك