-[بعض ما ورد في فضله ومثله في النبيين صلى الله عليه وسلم أجمعين]-
(وعنه أيضا)(١) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا صلبتم علي فأسالوا الله تعالى الوسيلة؟ قيل يا رسول الله وما ٥٩٧ الوسيلة؟ قال أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا رجل واحد وأرجو أن أكون أنا هو (باب في مثله صلى الله عليه وسلم في النبيين وأنه خاتمهم)(عن أبي الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه)(٢) عن النبي صلى الله عليه وسلم ٥٩٨ قال مثلي في النبيين كمثل رجل بني دارا فاحسنها وأكملها وترك فيها موضع لبنة (٣) لم يضعها فجعل الناس يطوفون بالبنيان ويعجبون منه (٤) ويقولون لو تم موضع هذه اللبنة: فأنا في النبيين موضع تلك اللبنة (٥)(وعن جابر بن عبد الله)(٦) عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله وزاد فيه قال
عليه، قال تقديره لأن يراني معهم أحب إليه من أهله وماله ثم لا يراني. وكذا جاء في مسند سعيد ابن منصور ليأتين على أحدكم يوم لأن يراني أحب إليه من أن يكون له مثل أهله وماله ثم لا يراني، أي رؤيته إياي أفضل عنده وأحظى من أهله وماله هذا كلام للقاضي، والظاهر أن قوله في تقديم لأن يراني وتأخير من أهله لا يراني كما قال، وأما لفظه معهم فعلى ظاهرها وفي موضعها وتقدير الكلام، يأتي على أحدكم يوم لأن يراني فيه لحظة ثم لا يراني بعدها أحب إليه من أهله وماله جميعا: ومقصود الحديث حثهم على ملازمة مجلسه الكريم ومشاهدته حضرا وسفرا للتأدب بآدابه وتعلم الشرائع وحفظها ليبلغوها وإعلامهم أنهم سيندمون على ما فرطوا فيه من الزيادة من مشاهدته وملازمته، ومنه قول عمر رضي الله عنه الهاني عنه الصفق بالأسواق والله أعلم (تخريجه) (م، ص) (١) (سنده) حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن ليث عن كعب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا صليتم علي الخ (تخريجه) (مذ) بدون قوله إذا صليتم علي، وقال حديث غريب وإسناده ليس بقوى وكعب ليس هو بمعروف، ولا نعلم أحدا روى عنه غير ليث بن أبي سليم أهـ (قلت) قال في تهذيب التهذيب كعب المدني روى عن أبي هريرة وعنه ليث بن أبي سليم ذكره ابن حيان في الثقات، وقال كنيته أبو عامر اخرج له الترمذي حديثه عن أبي هريرة في ذكر الوسيلة وابن ماجه حديث اللهم إني أعوذ بك من الجوع أهـ (قلت) ويؤيده حديث عبد الله بن عمرو بن العاص بمعناه، وتقدم في باب ما يقول المستمع عند سماع الأذان في الجزء الثالث ص ٣٠ رقم ٣٧٣ وهو حديث صحيح رواه (م د نس حب) وقال المنذري أخرجه مسلم والترمذي والنسائي (باب) (٢) (سنده) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وأبو عامر قالا ثنا زهير يعني ابن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن أبي الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه الخ (غريبه) (٣) بفتح اللام وكسر الموحدة بعدها نون، ويجوز كسر اللام وسكون الموحدة، قطعة طين تعجن وتيبس ويبنى بها من غير إحراق (٤) أي من حسنه ويقولون لو تم موضع هذه اللبنة لكان بناء الدار كاملا (٥) المعنى أنه صلى الله عليه وسلم شبه الأنبياء وما بعثوا به من الهدى والعلم وإرشاد الناس إلى مكارم الأخلاق بقصر أسس قواعده ورفع بنيانه وبقى منه موضع لبنة، فنبينا صلى الله عليه وسلم بعث لتتميم مكارم الأخلاق كأنه هو تلك اللبنة التي بها إصلاح ما بقى من الدار والله أعلم (تخريجه) (مذ) قال حدثنا محمد بن بشار أنا أبو عامر العقدي أنا زهير بن محمد به سندا ومتنا وزاد بعد قوله فأنا في النبيين موضع تلك اللبنة، قال وبهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم غير فخر قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح غريب (٦) (سنده) حدثنا عفان ثنا سليم بن حيان ثنا سعيد بن مينا عن جابر بن عبد الله