للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[كثرة تبسمه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وطيب ريحه]-

ما رأيت أحد أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن انس) قال ما شممت ريحا قط مسكا ولا عنبرا أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مسست قط خزا ولا حريرا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم (وعنه من طريق ثان) مثله وزاد قال ثابت فقلت يا أبا حمزة الست كأنك تنظر إلى رسول الله وكأنك تسمع إلى نغمته؟ فقال بلى والله أني لأرجو أن القاه يوم القيامة فأقول يا رسول الله خويدمك قال خدمته عشر سنين بالمدينة وأنا غلام ليس كل امرئ كما يشتهي صاحبي أن يكون ما قال لي فيها اف (وفي لفظ ولا عاب علىّ شيئا قط) ولا قال لي لم فعلت هذا وألا فعلت هذا (وعنه أيضا) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمر


وسكون الزاي بعدها همزة الزبيدي بضم الزاي وفتح الموحدة صحابي كنيته أبو الحارث مكن مصر وهو آخر من مات بها من الصحابة سنة ست وثمانين على أصح الأقوال (١) أي لأن شأن الكمل إظهار الانبساط والبشر لمن يريدون تألفه واستعطافه (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث حسن غريب (٢) (سنده) حدثنا يزيد أنا حميد عن أنس (يعني ابن مالك) الح (غريبة) (٣) المعنى أنه شم روائح طيبة كثيرة وريح النبي صلى الله عليه وسلم أطيب منها (قال العلماء) كانت هذه الريح الطيبة صفته صلى الله عليه وسلم وإن لم يمس طيبا ومع هذا فكان يستعمل الطيب في كثير عن الأوقات مبالغة في طيب ريحه لملاقات الملائكة وأخذ الوحي الكريم ومجالسة المسلمين (٤) الخز بالخاء والزاي نوع من الحرير قال ابن بطال كانت كفه صلى الله عليه وسلم ممتلئة لحما غير أنها مع ضخامتها كانت لينة كما في حديث أنس (قلت) يعني حديث الباب، وفي حديث معاذ عند الطبراني والبزار أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه في سفر فما مست، شيئًا قط الين من جلده صلى الله عليه وسلم (قلت.) وهذا شامل للكفين وغيرهما (٥) (سنده) حدثنا هاشم ثنا سليمان قال أنا ثابت قال أنس ما شممت شيئا عنبرا قط ولا مسكاقط أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ممست شيئا قط ديباجا ولا حريرًا ألين مسا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ثابت فقلت يا أبا حمزة الخ (٦) تصغير خادم ومعناه انظر لخادمك نظرة عطف واشفاق واشفع له والله أعلم (٧) أي ليس كل امرئ ينال ما يشتهى أن يكون له صاحب كصاحبي مخدوم كمخدومي يعني النبي صلى الله عليه وسلم (تخريجه) أخرج الطريق الأولى منه الشيخان وغيرهما وهي من ثلاثيات الإمام أحمد ولم أقف على من أخرج الطريق الثانية بهذا السياق غير الإمام أحمد، (وقال الحافظ ابن كثير) في تاريخه قال الحارث بن أبي أسامة ثنا عبد الله بن بكر ثنا حميد عن أنس قال أخذت أم سليم بيدي مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فقالت يا رسول الله هذا أنس غلام كاتب يخدمك قال فخدمته تسع سنين فما قال لشيء صنعت أسأت ولا بئس ما صنعت، ولا لمست شيئا قط خزا ولا حريرًا الين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت رائحة قط مسكا ولا عنبرا أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال وهكذا رواه معتمر بن سليمان وعلى بن عاصم ومروان بن معاوية الغزاوي وإبراهيم بن طبمان كلهم عن حميد عن أنس في لين كفه عليه السلام وطيب رائحته صلوات الله وسلامه عليه (٨) (سنده) حدثنا خلف بن الوليد ثنا خالد عن حميد عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمر الخ (غريبة) (٩) هذا الحديث وإن صح إسناده فقد أعله الحافظ العراقي

<<  <  ج: ص:  >  >>