للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في صفة مشبه صلى الله عليه وسلم وأنه كانت تطوى له الأرض]-

ولم أشم مسكة ولا عنبرة أطيب ريحا من رسول الله صلى الله عليه وسلم (باب ما جاء في مشبه) صلى الله عليه وسلم (عن ابن عباس) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مشى مشى مجتمعا ليس فيه كل (عن أبي هريرة) قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فكنت إذا مشيت سبقني فأهرول فإذا هروات سبقته، فالتفتٌّ إلى رجل إلى جنى فقلت تطوى له الأرض وخليل إبراهيم (وعنه أيضا) قال ما رأيت شيئاً أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الشمس تجرى في جبهته وما رأيت أحداً أسرع في متينه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما الأرض تطوى له أنا لنجهد أنفسنا


بالشذوذ فقال هذه اللفظة (يعني قوله اسمر) انفرد بها حميد عن أنس، ورواه غيره من الرواة عنه بلفظ أزهر اللون، ثم نظرنا من روى صفة لونه صلى الله عليه وسلم غير أنس فكلهم وصفوه بالبياض وهم خمسة عشر صحابيا اهـ (وأخرج البيهقي) في الدلائل من وجه آخر بلفظ آخر عن أنس فذكر الصفة النبوية فقال كان النبي صلى الله عليه وسلم بياضه إلى السمرة أي يميل إليها بمعنى أن فيه سمرة قليلة، (قال البيهقي) يقال إن المشرّب سنه بحمره وإلى السمرة ما ضحى للشمس والريح أي كالوجه والمنق، وأما ما تحت الثياب فهو الأزهر الأبيض (قال الحافظ) والمراد أنه صلى الله عليه وسلم ليس بالأبيض الشديد البياض ولا بالأدم الشديد الأدمة، وإنما يخالط بياضه الحمرة؛ والعرب قد تطلق على كل من كان كذلك اسمر والله أعلم (تخريجه) أخرج الجزء الأول منه الخاص بالسمرة البزار وابن منده، وأخرج الجزء المحتص بريحه صلى الله عليه وسلم الشيخان وغيرهما والحديث سنده صحيح (باب) (١) (سنده) حدثنا عفان ثنا حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند قال حدثني فلان عن ابن عباس الخ (غريبة) (٢) أي شديد الحركة قوى الأعضاء غير مسترخ في المشي (نه) (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه أحمد والبزار وزاد لم يتلفت، يعرف في مشيه أنه غير كسل ولا وهن ورجال أحمد رجال الصحيح إلا أن التابعي غير مسمى وقد سماه البزار وهو عكرمة وهو من رجال الصحيح أيضا (٣) (سنده) حدثنا يزيد أنا ابن عون حدثني أبو محمد عبد الرحمن بن عبيد عن أبي هريرة الخ (غريبة) (٥) أي تجمع وتجعل مطوية تحت قدميه مع كونه على غاية من التأني وعدم العجلة (وقوله وخليل إبراهيم) جاء في الأصل (وخليلي إبراهيم) وهو تجريف من الناسخ أو الطابع لأنه يفسد المعنى، والصواب ما ذكرنا، ومعناه أن أبا هريرة أقسم بالله الذي هو خليل إبراهيم لقوله تعالى (وأتخذ الله إبراهيم خليللا) أقسم بأن الأرض تطوى له كما رآه من قطعه للمسافة مع تأنيه في المشي وجهد عيره فيه (تخريجه) رواه ابن سعد وسنده صحيح ورجاله ثقلت (٦) (سنده) حدثنا حسن حدثنا عبد الله بن لهيعة حدثنا أبو يونس سليم بن جبير مولى أبي هريرة أنه سمع أبا هريرة يقول ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله الخ (٧) يريد مثل الشمس في نهاية الإشراق (٨) بكسر الميم وسكون المعجمة أي كيفية مشيه، وجاء عند الترمذي في الشمائل في مشيه قال الزرقاني في شرح المواهب بصيغة المصدر وهي أظهر لأنه الذي يتصف بالسرعة والبطء وفي نسخ مشيته بكسر فكون أي كيفية مشيه، قال المصنف ومعناهما متقارب والمراد مشيه المعتاد دون إسراع اهـ (٩) أي نوقعها

<<  <  ج: ص:  >  >>