-[ما جاء في خلقه العظيم عليه الصلاة وأتم التسليم]-
تلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأنت وابن عباس؟ فقال نعم، فحملنا وتركك (عن عبد الله بن عمرو) بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يك فاحشا ولا متفحشا وكان يقول من خياركم أحسنكم أخلاقا (عن أنس بن مالك) قال خدمت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عشر سنين (وفي لفظ تسع سنين) فما أمرني بأمر فتوانيت عنه أو ضيعته، فما لامني أحد من أهل بيته إلا قال دعوه فلو قدر أو قال لو تضى أن يكون كان (وعنه أيضا) قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبابا ولا لعانا ولا فحاشا كان يقول لأحدنا عند المعاتبة ماله ترب جبينه (وعنه أيضا) قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ذا الأذنين
أحمد في الباب الثاني من أبواب خلافة عبد الله بن الزبير من كتاب الخلافة والإمارة في الجزء الثالث والعشرين عن عبد الله بن الزبير أن المتروك عبد الله بن جعفر ويجمع بين ذلك بأن الواقعة تعددت فمرة ترك عبد الله بن جعفر ومرى ترك عبد الله بن الزبير وهذا من عدله صلى الله عليه وسلم في كل شيء (تخريجه) (ق) (١) (سنده) حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شقيق عن مسروق عن عبد الله بن عمرو بن العاص الخ (غريبة) (٢) الفاحش الناطق بالفحش وهو الزيادة على الحد في الكلام السيء (والمتفحش) المتكلف لذلك أي لم يكن له الفحش خلقا ولا مكتسبا قاله الحافظ (تخريجه) (ق مذ طل) (٣) (سنده) حدثنا كثير ابن هشام ثنا جعفر عمران البصري القصير عن أنس بن مالك الخ (وله طريق ثان) قال حدثنا على بن ثابت حدّثني جعفر بن برقان عن عمران البصري عن أنس بن مالك قال صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فذكر مثله (٤) جاء عند مسلم في رواية تسع سنين وله رواية أخرى عشر سنين كما هنا (قال النووي) وأما قوله تسع سنين وفي أكثر الروايات عشر سنين فمعناه أنها تسع سنين وأشهر فإن النبي صلى الله عليه وسلم قام بالمدينة عشر سنين تحديدا لا تزويد ولا تنقص وخدمه أنس في أثناء السنة الأولى، ففي رواية التسع لم يحسب الكسر بل اعتبر السنين الكوامل، وفي رواية العشر حسها سنة كاملة وكلاهما صحيح: وفي هذا الحديث بيان كمال خلقه صلى الله عليه وسلم وحسن عشرته وحلمه وصفحه (٥) معناه فما لا مني احد من أهل بيته على شيء حصل مني بدون تفريط كإناء، سقط فكسر مثلا أو شيء فقد إلا قال دعوه فإنما حصل بقضاء الله وقدره (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تاريخه وعزاه للإمام أحمد وقال انفرد به أحمد اهـ (قلت) ورجال الطريقين كلهم ثقات (٦) (نده) حدثنا أبو عامر ثنا فليح عن هلال بن على عن أنس قال لم يكن الخ (غريبة) (٧) قال الكرماني يحتمل تعلق السبب بالنسب كالقذف، والفحش بالحسب، واللعن بالآخرة لأنها البعد عن رحمة الله، ثم أن المراد نفى الثلاثة من أصلها لأن فعّالا قد لا يراد به التكثير بل أصل الفعل، والمراد لم يكن بذي سب ولا فحش ولا لعن ويؤيده رواية فاحشا اهـ (قلت) رواية فاحشا تقدمت في حديث عبد الله بن عمرو قبل حديث (٨) أي خطاب الادلال ومذاكرة الموجدة (٩) هي كلمة جرت على لسان العرب لا يريدون حقيقتها، أو دعاء له بالطاعة أن يصلى فيترتب جبينه (تخريجه) (خ. وغيره) (١٠) (سنده) حدثنا أبو أسامة قال أخبرني شريك عن عاصم الأحول عن أنس بن مالك قال قال لي الخ (غريبة) (١١) كل إنسان له أذنان ولكنه يفهم من ظاهر هذه العبارة أن لهذه الصفة خاصة غريبة اسندت إليه لا توجد في غيره لصغر أذنيه أو كبرهما أو نحو ذلك فيكون مزاحا بهذا