للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في كرمه وجوده وأنه كان لا يرد سائلا صلى الله عليه وسلم]-

فخرج علينا وإنها لا زاره فجسها فلان بن فلان رجل سماه فقال ما أحسن هذه البردة اكسنيها يا رسول الله، قال نعم، فلما دخل طواها وأرسل بها إليه، فقال له القوم والله ما أحسنت كسبها رسول الله، صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها ثم سألته إياها وقد علمت أنه لا يرد سائلا، فقال والله إني ما سألته لألبسها ولكن سألته إياها لتكون كفى يوم أموت، قال سهل فكانت كفنه يوم مات (حدثنا عارم وعفان) قالا ثنا معتمر قال سمعت أبي يقول حدثنا أنس بن مالك عن نهى الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل كان جعل له قال عفان يجعل له من ماله النخلات أو كما شاء الله حتى فتحت قريظة والنضير قال فجعل يرد بعد ذلك وإن أهلي أمروني أن آتى النبي صلى الله عليه وسلم فاسأله الذي كان أهله أعطوه أو بعضه وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم قد أعطاه أم أيمن أو كما شاء الله فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فأعطانيهن، فجاءت أم أيمن فجعلت الثوب في عنقي وجعلت تقول كلا والله الذي لا إله إلا هو لا يعطيكهن وقد أعطانيهن أو كما قال فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم لك كذا وكذا وتقول كلا والله، قال ويقول لك كذا وكذا: قال حتى أعطاها فحسبت أنه قال عشر أمثالها أو قال قريبا من عشر أمثالها أو كما قال صلى الله عليه وسلم (عن جابر بن عبد الله) قال ما سئل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم شيئًا قط فقال لا


ذلك بقرينة حال أو تقدم قول صريح (١) جاء في رواية للبخاري فحسنها بمهملتين من التحسين، قال الحافظ فحسنها كذا في جميع الروايات هنا في الجنائز، وللبخاري في اللباس فحسها بجيم بلانون وكذا للطبراني والإسماعيلي من طريق آخر (٢) افاد المحب المطبري في الأحكام أنه عبد الرحمن بن عوف وعزاه للطبراني، لكن أخرج الطبراني والإسماعيلي الحديث وقال في آخره قال قتيبة هو سعد بن أبي وقاص فالله أعلم (٣) أي لامه الذين حضروا القصة بعد قيام النبي صلى الله عليه وسلم من المجلس (تخريجه) (خ جه طب) وفي هذا الحديث من الفوائد حسن خلقه صلى الله عليه وسلم وسعة جوده وكرمه وقبول الهدية وغير ذلك (٤) (حدثنا عارم وعفان الخ) (غريبه) (٥) يعني من الأنصار رضي الله عنهم (كان جعل) بفتح الجيم المهملة فعل ماض (له) أي للنبي صلى الله عليه وسلم (٦) أحد الراويين اللذين روى عنهما الإمام أحمد هذا الحديث قال في روايته يجعل له فعل مضارع بدل الماضي، وجاء عند البخاري عن أنس أيضا قال كان الرجل يجعل للنبي صلى الله عليه وسلم النخلات، أي ثمرها هدية أو هبة ليصرفها في نوائبه (٧) أي يردها عليهم بعد فتح قريظة والنضير لاستغنائه عن ذلك ولأنهم يملكون أصل الرقبة (وإن أهلى) أهل أنس بن مالك من الأنصار (٨) يعني النخل (٩) أي ملكا لرقبتها قالته على سبيل الظن (١٠) أي من عندي بدل ذلك (١١) القائل فحسبت هو سليمان بن طرخان والد معتمر وهو الراوي لهذا الحديث عن أنس ظن أن أنسا قال عشر أمثالها الخ فلما أعطاها النبي صلى الله عليه وسلم ذلك رضيت وطاب قلبها، وهذا من كثرة حلمه صلى الله عليه وسلم وبره وفرط جوده وسخائه (١٢) (سنده) حدثنا سفيان قال ابن المنكدر سمعت جابر بن عبد الله يقول ما سئل الخ (غريبه) (١٣) أي ما طلب منه شيء من أمر الدنيا فمنعه (قال الحافظ) أن كان عنده أعطاه أن كان العطاء سائفا والاسكت وروى الترمذي أنه حمل إليه صلى الله عليه وسلم تسعون ألف درهم فوضعت على حصير ثم قام إليها يقسمها فما رد سائلا

<<  <  ج: ص:  >  >>