-[رضا النبي صلى الله عليه وسلم بالقليل من العيش في الدنيا وأنه كان لا يسئل شيئا إلا أعطاه]-
أدن فدنوت منه فأخذ بيدي فانطلقنا حتى أتى بعض حجر نسائه أم سلمة أو زينب بنت جحش فدخل ثم أذن لي فدخلت وعليه الحجاب فقال أعندكم غداء؟ فقالوا نعم، فأتى بثلاثة أقرصة فوضعت عل نقي فقال هل عندكم كم أدم؟ فقالوا لا إلا شيء من خل قال هاتوه فأتوه به فأخذ قرصا فوضعه بين يديه وقرصا بين يدىّ وكسر الثالثة بائنين فوضه نصفا بين يديه ونصفا بين يدىّ (عن أبي اسيد) قال أصبت يوم بدر سيف بن عابد المرزبان ولما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يردوا ما في أيديهم أقبلت به حتى ألقيته في النفل قال وكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لا يمنع شيئًا يسئله، قال فعرفة الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي فسأله رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فأعطاه إياه
جالسًا في داري فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إلى فقمت إليه فأخذ بيدي الخ (١) جاء عند مسلم (فدخلت الحجاب عليها) قال النووي معناه دخلت الحجاب إلى الموضع الذي فيه المرأة وليس فيه أنه رأى بشرتها (٢) هكذا بالأصل ولم أجد له معنى يناسب سياق الحديث وجاء عند مسلم (فوضعن على نبي) قال النووي هكذا هو في أكثر الأصول نبي بنون مفتوحة ثم باءمو حدة مكسورة ثم ياء مثناه تحت مشددة وفسروه بمائدة من خوص (٣) بضم الهمزة والموحدة قال أهل اللغة الأدام بكسر الهمزة ما يؤتدم به يقال ادم الخبز يأدمه بكسر الدال المهملة وجمع الأدام أدم بضم الهمزة والدال كاهاب وأهب وكتاب وكتب؛ والأدم باسكان الدال مفرد كالإدام (٤) جاء عند مسلم فقالوا ما عندنا الاخل فدعا به فجعل يأكل به ويقول نعم الادم الخل، نعم الادم الخل، قال الخطابي والقاضي عياض معناه مدخ الاقتصار في المأكل ومنع النفس عن ملاذ الأطعمة تقديره ائتدموا بالخل وما في معناه مما تخف مؤنته ولا يعز وجوده ولا تتأنفوا في الشهوات فانها مفسدة للدين مسقمة للبدن هذا كلام الخطابي ومن تابعه (قال النووي) والصواب الذي ينبغي أن يجزم به أنه مدح للخل نفسه، وأما الاقتصار في المطعم وترك الشهوات فمعلوم من قواعد أخر والله أعلم (٥) قال النووي فيه استحباب مواساة الحاضرين على الطعام وأنه يستحب جعل الخبز ونحوه بين أيديهم بالسوية وأنه لا بأس بوضع الأرغفة والأقراص صحاحا غير مكسورة (تخريجه) (م) وغيره (٦) (سنده) حدثنا يزيد بن هارون قال أنا محمد بن إسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي بكر أن أبا أسيد (يعني الساعدي اسمه مالك بن ربيعة) قال أصبت يوم بدر الخ (غريبه) (٧) أي من الغنيمة قبل تقسيمها (٨) أي فيما غنمة المسلمون (٩) الظاهر أنه صار من نصيب النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاه إياه، وقد كان جوده صلى الله عليه وسلم كله لله وفي ابتغاء مرضاة الله فإنه كان يبذل المال تارة لفقير أو محتاج، وتارة ينفقه في سبيل الله تعالى؛ وتارة يتألف به على الإسلام من يقوى الإسلام باسلامه وكان يؤثر على نفسه وأولاده فيعطى عطاءًا يعجز عنه الملوك مثل كسرى وقيصر كما في الحديث الآتي ويعيش في نفسه عيش في نفسه عيش الفقراء فيأتي عليه الشهر والشهران لا يوقد في بيته نار (تخريجه) لم أقف عليه من حديث أبي أسيد لغير الإمام أحمد، وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن عبد الله بن أبي بكر لم يسمع من أبي أسيد اهـ وعلى هذا فالحديث منقطع، لكن ذكر الهيثمي معنى هذا الحديث عن الأرقم ابن بي الأرقم وعزاه للطبراني في الأوسط والكبير وقال رجاله ثقات (قلت) وله شاهد عند الشيخين