-[ما جاء في شجاعته صلى الله عليه وسلم ووفائه بالعهد]-
رضي الله عنه وسأله رجل من قيس فقال افررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين؟ فقال البراء ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفر، كانت هوازن ناسا رماة وأنا لما حملنا انكشفوا فأكببنا على الغنائم فاستقبلونا بالسهام، ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على بلغته البيضاء وإن أبا سفيان بن الحرث آخذ بلجامها وهو يقول (أنا النبي لا كذب. أنا ابن عبد المطلب)(عن على رضي الله عنه) قال لما حضر البأس يوم بدر اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من أشد الناس، ما كان أو لم يكن أحد أقرب إلى المشركين منه (وعنه من طريق ثان) قال لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا إلى العدو وكان من أشد الناس يومئذ بأسًا (عن عمرو بن الحرث) أن بكير بن عبد الله حدثه عن الحسن بن على بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع قال بعثتني قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال فلما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وقع في قلبي الإسلام، فقلت يا رسول لا أرجع إليهم قال أني لا أخيس بالعهد ولا أخيس البرد إرجع إليهم فإن كان في قلبك الذي فيه الآن فارجع، قال بكير وأخبرني الحسن أن أبا رافع كان قبطيا (باب ما جاء في كلامه صلى الله عليه وسلم وصمته ومزاحه)(عن عائشة) قالت كان كلام النبي صلى الله عليه وسلم فصلا بفقهه كل أحد لم يكن يسرده سردا
وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في مكايد الحرب من غزوة حنين في الجزء الحادي والعشرين ص ١٧٣ رقم ٤٠٩ فارجع إليه (١) (عن علي رضي الله عنه) الخ هذا الحديث تقدم بطريقيه وسنده وتخريجه في باب اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بوقعة بدر في لجزء الحادي والعشرين ص ٣٩ رقم ٢٢٥ (٢) (نده) حدثنا عبد الجبار ابن محمد الخطابي ثنا عبد الله بن وهب عن عمر وبن الحارث الخ (غريبه) (٣) جاء عند أبي داود فقلت يا رسول إني والله لا أرجع إليهم أبدا (٤) بالخاء المعجمة مكسورة قال الخطابي معناه لا أنقض العهد ولا أفسدة من قولك خاس الشيء في الوفاء إذا فسد، وفيه من الفقه أن العقد يرعى مع الكافر كما يرعى مع المسلم وأن الكافر إذا عقد لك عقدا أمان فقد وجب عليك أن تؤمنه وأن لا تغنا له في دم ولا مال ولا منفعة (٥) بضم الموحدة وسكون الراء جمع بريد وهو الرسول محفف من برد بضم الموحدة والراء كرسل بسكون المهملة مخفف من رسل بضمها وإنما خففه هنا ليزاوج العهد، والمعنى لا أحبس الرسل الواردين على (قال الخطابي) يشبه أن يكون المعنى في ذلك أن الرسالة تقتضي جوابا والجواب لا يصل إلى المرسل (بكسر السين) الأعلى لسان الرسول بعد انصرافه فصار كأ، هـ عقد له العهد مدة مجيئه ورجوعه والله أعلم (٦) بضم الوحدة مصغرًا هو ابن الأشبح (تخريجه) (د) قال المنذري وأخرجه النسائي قال وأبو رافع اسمه إبراهيم ويقال أسلم ويقال ثابت ويقال هرمز اهـ (قلت) وسكت عن هذا الحديث أبو داود والمنذرى فهو صالح (باب) (٧) حدثنا وكيع عن سفيان عن أسامة عن الزهرى عن عروة عن عائشة الخ (غريبه) (٨) أي مفصل مبين بحيث يمتاز بعضه عن بعض فلا يلتبس، ولذلك قالت يفقهه أي يفهمه كل أحد (٩) أي ما كاان يتابع الحديث استعجالا بعضه إثر بعض لئلا يلتبس على المستمع زاد الإسماعيلي في روايته إنما كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهما تفهمه القلوب: كان يحدث حديثا لوعدّه العادّ لأحصاه، أي لوعد كلماته أو مفراداته أو حروفه لأطاق ذلك وبلغ آخرها، والمراد بذلك المبالغة في الترتيل والتفهم (قال الحافظ) وروى الترمذي والحاكم عن أنس كان صلى الله عليه وسلم يعيد الكلمة ثلاثا، وفي رواية