للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[حديث البراء في زيادة ماء البئر إلى نزحت ففاطت ببركته صلى الله عليه وسلم حتى صارت نهرا]-

بسق فجاشت فسقينا واستقينا (عن البراء) قال انتهينا إلى الحديبية وهي بئر قد تزحت ونحن أربع عشرة مائة قال فنزع منها دلو فتمضمض النبي صلى الله عليه وسلم منه ثم مجه فيه ودعا قال فروينا وأروينا (وعنه أيضًا) قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فأتينا على ركبيٍّ ذمّة يعني قليلة الماء فقال فنزل فيها ستة، أنا سادسهم ومعهم ماحة فادليت الينا دلو قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم على شفى الرّكي فجعلنا فيها نصفها أو قراب تلثيها فرفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البراء فكدت بإنائي هل أجد شيئًا أجعله في حلقي فما وجدت، فرفعت الدلو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فغمس يده فيها فقال ما شاء الله أن يقول فاعيدت إلينا الدلو بما فيها قال فلقد رأيت أحدنا أخرج بثوب خشية الغرق قال ثم ساحت يعني جرت نهرا (عن أبي قتاده) أنه كان في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وكان معه ميضأة فيها جرعة ماء، قال أبو قتادة فلما


الحادي والعشرين ص ١٠٩ رقم ٢٣٠ فأرجع إليه (١) (سنده) حدّثنا وكيع ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء (يعني ابن عازب الخ) (٢) لم يبق من مائها إلا شيء يسير (٣) أي أخرج منها دلو (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تاريخه بسند حديث الباب وعزاه للبخاري ثم قال انفرد به البخاري إسنادا ومتنا اهـ (قلت) أما المتن فنعم وأما السند فلا لأن البخاري رواه من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء كما رواه الإمام أحمد ولفظ البخاري عن البراء بن عازب قال كنا بوم الحدبية أربع عشرة مائة والحديبية بئر فنرحناها حتى لم نترك فيها قطرة فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على شفير البئر فدعا بماء فمضمض ومج في البئر، فمكثنا غير بعيد ثم استقينا حتى روينا وروت أو صدرت ركابنا هكذا ذكره الحافظ ابن كثير في تاريخه (٤) (سنده) حدّثنا هاشم ثنا سليمان عن حميد عن يونس عن البراء (يعني ابن عازب) قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٥) بفتح الراء وكسر الكاف بعدها ياء تحتية مشدة (قال في النهاية) الركي جنس للركية وهي البئر وجمعها ركايا والذمة (بفتح المعجمة وتشديد الميم) القليلة الماء (٦) هي جمع مائح وهو الذي ينزل في الركية إذا قل ماؤها فيملأ الدلو بيده وقد ماح يميح ميحا، وكل من أولى معروفا فقد ماح والآخذ ممتاح ومستميح (نه) (٧) الكيد هنا الاختيال والاجتهاد أي فاحتلت واجتهدت لعلى أجد شيئا الخ (٨) والظاهر أن ما فيها اهريق في قعر البئر (٩) جاء عند الطبراني قال فقد رأيت آخرنا أخرج بقوة خشية الغرق، ومعناه أن الماء انفجر من البئر صاعدًا إلى فوق فأسرعنا بالخروج من البئر وخشوا على آخرهم الغرق فربطوه بثوب وجذبوه بقوة ولولا ذلك لغرق، ثم امتلأ البئر بالماء وفاض عنه وجرى حتى صار نهرًا، وذلك ببركة النبي صلى الله عليه وسلم وغمس يده المباركة فيه: عليه الصلاة وأنم السلام وهذه من معجزاته الباهرات (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تاريخه (وقال) انفرد به الإمام أحمد وإسناده جيد قوي والظاهر أنها قصة أخرى غير يو الحديبية والله أعلم اهـ (قلت) وأورده أيضًا الهيثمي وقال هو في الصحيح باختصار كثير في غزوة الحديبية والله أعلم رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح (١٠) (عن أبي قتادة الخ) هذا جزء من حديث طويل أخرجه مسل والأربعة وغيرهم وسيأتي بطوله وسنده وشرحه في باب ترجمة أبي قتادة من كتاب مناقب الصحابة أن شاء الله تعالى وإنما ذكرته هنا لمناسبة ترجمة الباب وإليك شرح هذا الجزء (غريبه) (١١) (بكسر الميم وبهمزة بعد الضاد)

<<  <  ج: ص:  >  >>