-[ما جاء في ذكر أولاده صلى الله عليه وسلم مبتدئا بفاطمة الزهراء لانها افضلهم]-
كان معه، قال وأتى السقاية فقال اسقوني، فقالوا ان هذا يخوضه الناس ولكنا نأتيك به من البيت فقال لا حاجة لى فيه أسقونى مما يشرب منه الناس
(ابواب ما جاء فى ذكر أولاده صلى الله عليه وسلم وآل بيته الطاهرين وزوجاته امهات المؤمنين رضى الله عنهم أجمعين)
(باب ما جاء فى ذكر أولاده وشئ من مناقبهم (فمنهم فاطمة الزهراء رضى الله عنها)(عن مسروق عن عائشة) رضى الله عنها قالت أقبلت فاطمة (رضى الله عنها) تمشى كأن مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مرحبًا يا بنتي، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم إنه أسرّ اليها حديثا فبكت، فقلت لها استخصك رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه ثم تبكين؟ ثم إنه أسرّ إليها حديثًا فضحكت، فقلت ما رأيت كاليوم فرحًا أقرب من حزن فسألتها عما قال: فقالت ما كنت لأفشى سر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا قبض النبى صلى الله عليه وسلم سألتها فقالت إنه
(١) أي المكان الذى يستقى منه وهو زمزم كما جاء فى حديث جابر الطويل فى صفة حج النبى صلى الله عليه وسلم (٢) أى يخوضه الناس بأيديهم ولكثرة ازدحام الناس عليه وسقوط الماء منهم على جوانب البئر وتسربه اليها وسقوطه فيها مرة أخرى تصير غير صافية ويكون فيها تعكير (٣) اختاروا أن يسقوه من الماء الذى فى البيوت حيث يكون صافيا باردا، فأبى صلى الله عليه وسلم إلا أن يشرب مما يشرب منه الناس، وهذا يدل على تواضعه وكرم أخلاقه وكراهة القذر والتكره لما يؤكل ويشرب والرضا بما تيسر وعدم الكلفة (تخريجه) (د هق) بدون قصة السقاية قال المنذرى فى امناده يزيد بن أبى زياد ولا يحتج به وقال البيقهى فى حديث يزيد بن أبى زياد لفظة لم يوافق عليها وهى قوله وهو يشتكى اه وقد أنكره الامام الشافعى وقال لا أعلمه اشتكى فى تلك الحجة والله أعلم (باب) (٤) (سنده) بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيبانى قال ثنا أبو على الحسين ابن المذهب قال ثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعى قال ثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل قال حدّثنى أبى أحمد بن محمد بن حنبل قال ثنا أبو نعيم المفضل ابن دكين قال ثنا زكريا بن أبى زائدة عن الفيراس عن الشعبى عن مسروق عن عائشة الخ (قلت) جاء هذا الحديث فى المسند تحت عنوان (أحاديث فاطمة بينت رسول الله صلى الله عليه وسلم) وجاء مصدرا ببسم الله الرحمن الرحيم بهذا السند المطول بخلاف العادة لهذا أثبته كما جاء (غريبه) (٥) أى تعظيما لها، وجاء فى حديث آخر من طريق عائشة بنت طلحة بن عبيد الله عن عائشة أم المؤمنين قالت ما رأيت أحدا أشبه سمتاً وهديا وكلاًّ برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة، هذه الصفات الثلاث عبارة عن الحالة التى يكون عليها الانسان من السكينة والوقار وحسن السيرة والطريقة واستقامة المنظر والهيبة كما فى النهاية: تعنى فى قيامها وقعودها. وكانت إذا دخلت على النبى صلى الله عليه وسلم قام اليها وقبلها وأجلسها فى مجلسه، وكان إذا دخل عليها تعنى فى بيتها فعلت ذلك رواه (مذ نس حب ك) (٦) معناه ما رأيت فرحا كفرح رأيته اليوم أقرب من حزن