-[خطبة علي رضى الله عنه لبنت ابى جهل واستياء فاطمة والنبى صلى الله عليه وسلم من ذلك]-
أسرّ الى فقال إن جبريل عليه السلام كان يعارضنى بالقرآن فى كل عام مرة وإنه عارضنى به العام مرتين ولا أراه إلا قد حضر اجلى، وإنك أول أهل بيتى لحوقا بى ونعم السلف انا لك فبكيت لذلك، ثم قال ألا ترضين أن تكونى سيدة نساء هذه الامة أو نساء المؤمنين؟ قالت فضحكت لذلك (عن أنس بن مالك) قال لم يكن أحد أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم من الحسن بن على وفاطمة صلوات الله عليهم أجمعين (عن عبد الله بن الزبير) أن عليا ذكر ابنة أبى جهل فبلغ النبى صلى الله عليه وسلم فقال إنها فاطمة بضعة منى بوذينى ما آذاها وينصبنى ما أنصبها (عن على ابن حسين) أن المسور بن مخرمة اخبره أن على بن أبى طالب خطب ابنة أبى جهل وعنده فاطمة ابنة النبى صلى الله عليه وسلم، فلما سمعت بذلك فاطمة أتت النبى صلى الله عليه وسلم فقالت له أن قومك يتحدثون أنك لا تغضب لبناتك وهذا على ناكح ابنة أبى جهل قال المسور فقام النبى صلى الله عليه وسلم فسمعته حين تشهد ثم قال أما بعد فانى انحكت أبا العاص بن الربيع فحدثنى فصدقنى وإن فاطمة بنت
(١) أي يدارسني القرآن كل سنة مرة، وإنه عارضنى به العام مرتين (تخريجه) (ق. نس) (٢) (سنده) حدّثنا عبد الرزاق قال أنا معمر عن الزهرى قال أخبرنى أنس بن مالك قال لم يكن أحد الخ (غريبه) (٣) لم تذكر فاطمة رضى الله عنها فى هذه الرواية عند البخاري. وتقدم فى الحديث السابق عن عائشة قالت أقبلت فاطمة تمشى كأن مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه الامام أحمد والشيخان وغيرهما (تخريجه) (خ) وفى المستدرك للحاكم عن عائشة أيضا قالت ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة، وصححه الحاكم على شرط الشيخين (٤) (سنده) حدّثنا اسماعيل بن ابراهيم قال أنا أيوب عن عبد الله ابن أبى مليكة عن عبد الله بن الزبير الخ (غريبه) (٥) بفتح الباء الموحدة لا يجوز غيره وهى قطعة اللحم (٦) أى يتعبنى ما أتعبها (تخريجه) (ك مذ) وقال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه (قلت) وصححه الترمذى أيضا، ورواه الشيخان والامام أحمد من حديث المسور بن مخرمة وسيأتى (٧) (سنده) حدّثنا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهرى أخبرنى على بن حسين (يعنى ابن على بن أبى طالب رضى الله عنهم) أن المسور بن مخرمة الخ (غريبه) (٨) لعل سبب هذا التحدث مشاهدتهم حلمه وأنه لا يغضب لنفسه وانما يغضب إذا انتهكت حرمات الله عز وجل (٩) أى يريد أن ينكح ابنة أبى جهل (١٠) اختلف فى اسمه فقيل لقيط أو مقسم أو هشيم أو غير ذلك (ابن الربيع) ابن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف ويقال باسقاط ربيعة، مشهور بكنيته وأمه هالة بنت خويلد أخت خديجة أى انكحه أكبر بناته زينب قبل النبوة (١١) بخفة الدال بعد الصاد المهملتين أى فى حديثه، زاد فى رواية ووعدنى فوفى لى (قال الحافظ) ولعله كان شرط على نفسه أن لا يتزوج على زينب، وكذلك على، فان يكن كذلك فهو محمول على أن عليا نسى ذلك الشرط فلذلك أقدم على الخطبة، أو لم يقع عليه شرط إذ لم يصرح به، لكن كان ينبغى له أن يراعى هذا القدر فلذلك وقعت المعاتبة، وكان صلى الله عليه وسلم قل أن يواجه أحداً بما يعاب به. ولعله انما جهر بمعاتبة علىّ مبالغة فى رضا فاطمة، وكانت هذه الواقعة بعد فتح مكة ولم يكن حينئذ تأخر من بناته