-[رؤيتها جبريل عليه السلام وقوله صلى الله وعليه وسلم لها هذا جبريل وهو يقرأ عليك السلام]-
قلت رأيتك واضعا يديك على معرفة فرس دحية الكلبى (١) وانت تكلمه، قال ورأيت؟ قالت نعم قال ذاك جبريل عليه السلام (٢) وهو يقرئك السلام، قالت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته جزاه الله خيرا من صاحب ودخيل، فنعم الصاحب ونعم الدخيل، قال سفيان (٣) الدخيل الضيف (وعنها من طريق ثان)(٤) قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة هذا جبريل عليه السلام وهو يقرأ عليك السلام (٥) فقلت عليك وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا ترى يا رسول الله (عن أنس)(٦) قال قال رسول الله ان فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على (٧) سائر الطعام (عن أبى سلمة عن عائشة)(٨) أن رسول الله قال فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام (عن أبى موسى)(٩) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير (١٠) ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران (١١) وإن فضل
(غريبه) (١) معرفة الفرس هو الشعر الطويل المتتابع الذى يكون على رقبة الفرس (٢) كان جبريل عليه السلام يأتى النبى صلى الله عليه وسلم فى بعض الأحيان على صورة دحية الكلبى لانه كان جميلا (٣) سفيان هو ابن عينية شيخ الامام احمد راوى الحديث فسر الدخيل بمعنى الضيف وكفى بتفسيره (٤) (سنده) حدّثنا ابراهيم بن اسحاق قال ثنا ابن مبارك عن يونس عن الزهرى عن أبى سلمة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (٥) قال النووى معنى يقرأ عليك السلام يسلم عليك (تخريجه) (ق مذ) بدون قصة دحية (قال النووى رحمه الله) فيه فضيلة ظاهرة لعائشة رضى الله عنها، وفيه استحباب بعث السلام ويجب على الرسول تبليغه وقيه بعث الأجنبى السلام إلى الأجنبية الصالحة إذا لم يخف ترتب مفسدة وأن الذى يبلغه السلام يرد عليه (٦) (سنده) حدّثنا معاوية بن عمر ثنا زائدة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر قال سمعت انسا (يعنى ابن مالك) يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) (٧) ضرب صلى الله عليه وسلم المثل باثريد لانه أفضل طعامهم ولانه ركب من خبز ولحمم ومرقة ولا نظير له فى الاطعمة، ثم إنه جامع بين الغذاء واللذة والقوة وسهولة المتناول وقلة المؤنة فى المضغ وسرعة المرور فى الحلقوك، فخص المثل به إيذانا بانها جمعت مع حسن الخلق وحسن الحديث وحلاوة المنطق وفصاحة اللهجة وجودة القريحة ورزانة الرأى ورصانة العقل والتحبب للبعل، ومن ثم عقلت منه ما لم يعقل غيرها من نسائه وروت عنه ما لم يرو مثلها من الرجال إلا قليلا (قال ابن القيم) الثريد وان كان مركبا فانه مركب من خبز ولحم فالخبز أفضل الاقوات، واللحم سيد الادام، فإذا اجتمعا لم يكن بعدهما غاية، وفى أفضلهما خلاف، والثواب أن الحاجة للخبز، أعم، واللحم أفضل، وهو أشبه بجوهر البدن من كل ما عداه (تخريجه) (م مذبحة) (٨) (سنده) حدّثنا عثمان بعمر انا ابن أبى ذئب عن الحارث عن أبى سلمة عن عائشة الخ (تخريجه) (نس) فى عشرة النساء (٩) (سنده) حدّثنا وكيع وابن جعفر قالا ثنا شعبة عن عمرو بن مرة الهمدانى عن أبى موسى (يعنى الأشعرى) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) (١٠) اى كثيرون من أفراد هذا الجنس حتى صاروا رسلا وأنبياء وخلفاء وعلماء وأولياء (١١) التقدير الا قليل منهن، ولما كان ذلك القليل محصورا فيهما باعتبار الأمم السابقة نص عليهما بخلاف الكمل من الرجال فإنه يبعد تعدادهم واستقصاؤهم بطريق الإنحصار سواء أريد بالكمل الأنبياء أو الأولياء وانما خصتا بالذكر لما أعطينا