للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في مرض موتها وتزكية ابن عباس اياها وتاريخ وفاتها رضى الله عنها]-

عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام (باب ما جاء فى مرض موتها وتزكية ابن عباس إياها) (عن ذكوان مولى عائشة) (١) أنه استأذن لابن عباس على عائشة وهى تموت (٢) وعندها ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن، فقال هذا ابن عباس يستأذن عليك وهو من خير بيتك، فقالت دعنى من ابن عباس ومن تزكيته (وفى لفظ أخاف أن يزكينى)، فقال لها عبد الله ابن عبد الرحمن إنه قارئ لكتاب الله، فقيه فى دين الله، فأذنى له فليسلم عليك وليودعك، قالت فأذن له ان شئت، قال فأذن له فدخل ابن عباس ثم سلم وجلس، وقال أبشرى يا أم المؤمنين فوالله ما بينك وبين ان يذهب عنك كل آذى ونصب أو قال وصب وتلقى الأحبة محمدا وحزبه أو قال أصحابه الا أن تفارق روحك جسدك، فقالت وأيضاً، فقال ابن عباس كنت أحب أزواج النبى صلى الله عليه وسلم اليه ولم يكن يحب إلا طيبا، وأنزل الله عز وجل براءتك من فوق سبع سموات (زاد فى رواية جاء به الروح الأمين) فليس فى الأرض مسجد الا وهو يتلى فيه آناء الليل وآناء النهار: وسقطت قلادتك بالابواء فأحتبس النبى صلى الله عليه وسلم فى المنزل والناس معه فى ابتغائها، أو قال فى طلبها حتى أصبح القوم على غير ماء، فأنزل الله عز وجل {فتيمموا صعيدا طيبا} الآية فكان فى ذلك رخصة للناس عامة فى سبيلك؛ فوالله تلك لمباركة، فقالت دعنى يا ابن عباس من هذا، فوالله لوددت انى كنت نسيا منسيا (حدثنا سفيان) (٣) عن ليث عن رجل عن ابن عباس أنه قال لها (٤) انما سميت أم المؤمنين لتسعدى وانه لاسمك قبل أن تولدى (عن عروة بن الزبير) (٥) قال ماتت عائشة رضى الله عنها فدفنها عبد الله بن الزبير ليلا


من سلوك السبيل إلى الله ثم الوصول إليه ثم الاتصال به، والمراد بالكمال هنا التناهى فى الفضائل والبر والتقوى وحسن الخصال، وتمسك به من زعم نبوة مريم وآسية لأن كمال البشر إنما هو فى مقام النبوة ورُدّ بان الكمال فى شئ مّا يكون حصوله للكامل أو فى من غيره، والنبوة ليست أولى للنساء لبنائها على الظهور للدعوة وحالهن الإستتار، والكمال فى حقهن الصديقية، ثم الظاهر انهما خير نساء عصرهما والتفضيل بينهما مسكوت عنه، وعلم من دليل منفصل أن مريم أفضل وزادت عليهما فاطمة رضى الله عنها بزيادة كمال من كمال أبويها والله أعلم (تخريجه) (ق مذ نس جه) (باب) حدثنا عبد الرازق أنا معمر عن ابن خُثّيْم عن ابن ابى مليكة ذكوان الخ (وله طريق ثان) عند الامام أحمد أيضا قال حدثنا سفيان عن معمر عن عبد الله بن عثمان ين خُثَيْم عن ابن أبى مليكة ان شاء الله يعنى استأذن ابن عباس على عائشة فلم يزل بها بنواخيها قالت أخاف أن يزكينى فلما أذنت له قال ما بينك وبين أن تلقى الأحبة إلا أن يفارق الروح الجسد، فذّكر نحو حديث الباب باختصار (غريبه) (٢) أى عندما قاربت الموت (تخريجه) (خ) (٣) (حدثنا سفيان الخ) (غريبه) (٤) أى لعائشة رضى الله عنها (تخريجه) اورده الهيثمى وقال رواه أحمد وفيه راو لم يسم (قلت) يعنى الرجل الراوبى عن ابن عباس قهو ضعيف ولكنه تابع فى المعنى للذى قبله (٥) (عن عروة بن الزبير الخ) هذا طرف من حديث طويل سيأتى بطوله وسنده وشرحه وتخريجه فى وفاة أبى بكر رضى الله عنه من كتاب الخلافة والإمارة (وتوفيت عائشة) رضى الله عنها بالمدينة قبل سنة سبع وخمسين وقال الواقدى ليلة الثلاثاء

<<  <  ج: ص:  >  >>