للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[قصة زواج النبى صلى الله عليه وسلم بام حبيبة وان النبى صلى الله عليه وسلم تزوجها وهى بارض الحبشة وتولى عقد زواجها النجاشى]-

(عن عروة عن أم حبيبة رضى الله تبارك وتعالى عنها) (١) أنها كانت تحت عبيد الله بن جحش وكان أتى النجاشى، وقال على بن اسحاق وكان رحل إلى النجاشى فمات (٢) وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج أم حبيبة وإنها بأرض الحبشة (٣) زوجها اياه النجاشى (٤) وأمهرها أربعة آلاف (٥) ثم جهزها من عنده وبعث بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم معشرحبيل بن حسنة وجهازها كله من عند النجاشى ولم يرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء، وكان مهورا زواج النبى صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم


كان شرحبيل بن حسنة (ومن طريق أخرى) أن الرسول إلى النجاشى كان عمرو بن أمية الضَّمرى (وفى المواهب) أنّ عبيد الله بن جحش هاجر بأم حبيبة إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية ثم تنصر وارتد عن الاسلام ومات هناك، وثبتت أم حبيبة على الاسلام، قال العلامة الزرقانى فأتم لها الله الاسلام والهجرة (وروى ابن سعد) عنها رأيت فى المنام كأن زوجى عبيد الله بأسوء صورة ففزعت فأصبحت فاذا به قد تنصر فأخبرته بالمنام فلم يحفل به وأكب على الخمر حتى مات، فأتانى آت فى نومى فقال يا أم المؤمنين ففزعت، فما هو إلا أن انقضت عدتى فما شعرت إلا برسول النجاشى يستأذن فاذا هى جارية يقال لها ابرهة فقالت ان الملك يقول لك وكلى من يزوجك (١) (سنده) حدّثنا ابراهيم بن اسحاق حدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر قال أبى: وعلى بن اسحاق أنبأنا عبد الله انا معمر عن الزهرى عن عروة عن ام حبيبة الخ (غريبة) (٢) اى بعد ان تنصر وارتد عن الاسلام كما تقدم (٣) روى انه صلى الله عليه وسلم بعث عمرو بن امية الضّمرى (بفتح فسكون) إلى النجاشى ليخطبها عليه فزوجه إياها بصفته وكيلا عن النبى صلى الله عليه وسلم، أما هى فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكلته لأنه ابن عم أبيها واعطت ابرهة سوارين وخواتم من فضى سروراً بما بشرتها به حينما أرسلها النجاشي لتخبرها بذلك كما تقدم (٤) أى تولى عقدها على ظاهر هذه الرواية (٥) جاء فى المستدرك وأمهرها عنه أربعة آلاف دينار وأقره الذهبى (وفى المواهب) فلما كان العشى أمر النجاشى جعفر بن أبى طالب ومن هناك من المسلمين فحضروا فخطب النجاشى فقال الحمد لله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، اما بعد فانى اجبت إلى ما دعا اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفى رواية ابن سعد) فان رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب الىّ أن أزواجه أم حبيبة فأجبت (وقد أصدقتها اربعمائة دينار ذهبا) قال الحاكم انما اصدقها ذلك استعمالا لأخلاق الملوك فى المبالغة فى الصنائع لاستعانة النبى صلى الله عليه وسلم به فى ذلك أهـ ثم سكب الدنانير بين يدى القوم فتكلم خالد بن سعيد فقال الحمد لله احمده واستعينه واستغفره، واشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله، ارسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، اما بعد فقد اجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وزجته ام حبيبة بنت ابى سفيان فبارك الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ودفع الدنانير الى خالد ابن سعيد بن العاص فقبضها ثم ارادوا ان يقوموا فقال اجلسوا فان سنة الأنبياء اذا تزوجوا ان يؤكل طعام على التزويج فدعا بطعام فأكلوا ثم تفرقوا، خرجه صاحب الصفوة (يعنى ابن الجوزى) كما قاله الطبرى، وكان ذلك فى سنة سبع من الهجرة كما رواه ابن سعد، وقيل سنة ست والأول اشهر كما فى الاصابة (تخريجه) (دنس) وسنده حيد وسكت عنه ابو داود والمنذرى (ومن مناقب ام حبيبة) ما ذكره الحافظ في الإصابة قال

<<  <  ج: ص:  >  >>