للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[مناقب أم المؤمنين زينب بنت جحش أنها أول أزواجه لحوقا به]-

فعرفنا بعد انما كان طول يدها من الصدقة، وكانت امرأة تحب الصدقة رضي الله عنها


لزينب ووقع هذا الحديث فى كتاب الزكاة من البخارى بلفظ متعقد يوهم أن أسرعهن لحاقا سودة وهذا الوهم باطل بالاجماع أهـ (قلت) ومما يؤيد ذلك ما جاء صريحا فى حديث والة بن الأسقع عند ابن عساكر مرفوعا بلفظ أول من يلحقنى من أهلى أنت يا فاطمة وأول من يلحقنى من أزواجى زينب وهى أطولكن كفا (يعنى فى الصدقة) ومما يثبت أيضاً أن صاحبة القصة هى زينب لا سودة فإن سودة توفيت بالمدينة فى شوال سنة أربع وخمسين فى خلافة معاوية كما رجحه الواقدى، (وقال الحافظ فى التقريب) سنة خمس وخمسين على الصحيح وقيل غير ذلك (تخريجه) (ف) واللفظ لمسلم (وعن عائشة أيضا) قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرعكن لحاقًا (بفتح اللام) بى أطولكن يدا، قالت عائشة فكن يتطاولن ايتهن أطول يدا قالت فكانت أطولنا يدا زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق (وأخرجه أيضا الحاكم فى المستدرك) عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه أسرعكن لحوقًا بى أطولكن يدًا، قالت عائشة فكنا إذا اجتمعنا فى بيت احدانا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم نمد أيدينا فى الجدار نتطاول فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش زوج النبى صلى الله عليه وسلم وكانت امرأة قصيرة ولم تكن أطولنا، فعرفنا حينئذ أن النبى صلى الله عليه وسلم انما اراد بطول اليد الصدقة، قال وكانت زينب امراة صناعة اليد تدبغ وتخرز وتصدق فى سبيل الله عز وجل (قال الحاكم) هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه (قلت) واقره الذهبى، قال الحاكم وحدّثنى عمر بن عثمان الجحشى عن ابيه قال ما تركت زينب بنت جحش دينارا ولا درهما كانت تتصدق بكل ما قدرت عليه، وكانت مأوى المساكين، وتركت منزلها فباعوه من الوليد بن عبد الملك حين هدم المسجد بخمسين الف درهم (وروى ابن سعج وابن الجوزى) عن برزة بنت رافع قالت لما خرج العطاء ارسل عمر إلى زينب بنت جحش بالذى لها، فلما ادخل عليها قالت غفر الله لعمر، غيرى من اخوانى كانت اقوى على قسم هذا منى، قالوا هذا كله لك، قالت سبحان الله واستترت منه بثوب وقالت صبوه واطرحوا عليه ثوبا، ثم قالت ادخلى يدك واقبضى منه قبضة فاذهبى بها إلى بنى فلان من اهل رحنها وايتامها، ففرقته حتى بقيت منه بقية تحت الثوب، فقالت لها برزة غفر الله لك يا ام المؤمنين، والله لقد كان لنا فى هذا حق قالت فلكم ما تحت الثوب، فوجدنا تحته خمسة وثمانين درهما، ثم رفعت يدها الى السماء فقالت اللهم لا يدركنى عطاء عمر بعد عامى هذا فماتت (واخرج ابن سعد) عن محمد بن كعب كان عطاء زينب اثنى عشر الفالم تأخذه الا عاما واحدًا، فجعلت تقول اللهم لا يدركنى هذا المال قابل فانه فتنة، ثم قسمته فى أهل رحمها فى أهل الحاجة، فبلغ عمر فقال هذه امرأة يراد بها خير؛ فوقف عليها وأرسل بالسلام وقال بلغنى ما فرقت، فأرسل بألف درهم تستبقيها فسلكت بها ذلك المسلك وقالت أم سلمة) كانت زينب معجبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يستكثر منها وكانت صالحة صوامة قوامة صنعاء تصدق بذلك كله على المساكين رواه ابن سعد (وقالت عائشة) وهى التى كانت تسامينى من أزواج النبى صلى الله عليه وسلم كما فى الصحيح اى تضاهينى وتفاخرنى بجمالها ومكانتها عنده صلى الله عليه وسلم (وعن راشد بن سعد) قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله ومعه عمر فاذا هو بزينب تصلى وهى فى صلاتها، فقال صلى الله عليه وسلم انها لأواهة رواه الطبرانى (وعن ميمونة) كان صلى الله عليه وسلم يقسم ما أفاء الله على رهط من المهاجرين فتكلمت زينب بنت جحش فانتهرها

<<  <  ج: ص:  >  >>