للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في فضل جويرية وقصة زواجه صلى الله عليه وسلم بصفية بنت حيى رضى الله عنهما]-

(باب الحادية عشرة من أزواج النبى صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين صفية بنت حيي (١) رضى الله عنها) (فدشنا عفان) (٢) ثنا حماد ثنا ثابت عن أنس بن مالك رضى اله عنه قال كنت رديف أبى طلحة يوم خبير وقدمى تمس قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاتيناهم حين بزغت الشمس (٣) وقد أخرجوا مواشيهم وخرجا بفؤسهم (٤) ومكاتلهم ومرورهم فقالوا محمد والخميس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر خربت خيبر، انا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذّرين قال فهزمهم الله عز وجل


كره أن يقال خرج من عند برة، ولا يشكل بقولها السابق انا جويرية لاحتمال أنها لم ترد العلم بل تحقير نفسها بأنها جويرية أى امرأة حقيرة فى نفسها؛ وأرادت بذكر الحارث وقولها سيد قومه بيان نسبها وشرفها فيهم ليرق لها النبى صلى الله عليه وسلم (وعن ابن عباس) أن النبى صلى الله عليه وسلم خرج بعدما صلى فجاء جويرية فقالت مازلت بعدك يا رسول الله دائبة (من دأب فى العمل إذا جد فيه وتعب، والمعنى مازلت مستمرة على التسبيح حتى تعبت) قال فقال لها لقد قلت بعدك كلمات لو وزنَّ لرجحن بما قلت، سبحان الله عدد ما خلق الله، سبحان الله رضاء نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله عدد كلماته، رواه مسلم والترمذى والامام احمد، وتقدم فى باب ما جاء فى أنواع شتى من التسبيح من كتاب الأذكار فى الجزء الرابع عشر ص ٢٢١ رقم ٥٩ ويستدل منه على فضلها وصلاحها (قال الحافظ فى الاصابة) وفى صحيح البخارى عن جويرية أن النبى صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم جمعة وهى صائمة، فقال أصمت أمس؟ قالت لا، قال فتصومين غدا؟ قالت لا، قال فأفطرى أهـ (قلت هذا الحديث رواه أيضاً الامام أحمد) وتقدم فى باب النهى عن إفراد يوم الجمعة والسبت بالصيام من كتاب الصيام فى الجزء العاشر ص ١٥٠ رقم ٢٠٠ و ٢٠١، توفيت وعمرها خمس وستون فى ربيع الأول سنة خمسين، وقيل ماتت فى ربيع الأول أيضاً سنة ست وخمسين من الهجرة وقد بلغت سبعين سنة، والقولان حكاهما الواقدى، قال وصلى عليها مروان بن الحكم وهو أمير المدينة وتبعه الحافظ فى الاصابة بلا ترجيح، وكذا فى العيون إلا أنه قدم الثانى، ومن هذا علم أنها دفنت بالمدينة، ومعلوم أن مقبرتها البقيع، روت جويرية عن النبى صلى الله عليه وسلم أحاديث، وعنها ابن عباس وجابر وابن عمر وعبيد بن السباق والطفيل بن أخيها وغيرهم والله أعلم رضى الله عنها وأرضاها (باب) (١) قال الحافظ فى الاصابة صفية بنت حيي بن أخطب بن شعبة بن ثعلبة بن عبيد بن عبيد بن كعب بن أبى خبيب من بنى النضير، وهو من سبط لاوى بن يعقوب ثم من ذرية هارون بن عمران أخى موسى عليهما السلام، كانت تحت كنانة بن أبى الحقيق فقتل كنانة يوم خبير فصارت صفية مع السبي فأخذها دحية ثم استهادها النبى صلى الله عليه وسلم فأعتقها وتزويجها ثبت ذلك فى الصحيحين من حديث أنس مطولا ومختصرا أهـ (قال الحافظ) ولد صفية مائة نبي ومائة ملك ثم صيرها الله أمة لنبيه صلى الله عليه وسلم وكان أبوها سيد بنى النضير، قتل مع بنى قريظة، وأمها ضرة بوزن عزة بنت سمو أل، قال البرهان لا أعلم لها اسلاما، والظاهر هلاكها على كفرها، نعم أخوها رفاعة صحابى وزوجها قتل عنها وهو عرو يوم خيبر فى المحرم سنة سبع من الهجرة (٢) (حدثنا عفان الخ) (غريبة) (٣) اى عند ابتداء طلوعها (٤) قال النووى أما الفؤوس فبهمزة ممدودة على وزن فعول جمع فأس بالهمز وهى معروفة (والمكاتل) جمع مكتل وهو الفقه والزنبيل (والمرور) جمع مر بفتح الميم وهو معروف نحو المجرفه وأكبر منها

<<  <  ج: ص:  >  >>