للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[قصة زواجه صلى الله عليه وسلم بجويرية وغيرة عائشة منها]-

باب حجرتي فكرهتها (١) وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت؛ فدخلت عليه فقالت يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار سيد قومه وقد أصابنى من البلاء ما لم يخف عليك، فوقعت فى السهم لثابت بن قيس بن الشمّاس أولا ابن عم له فكاتبته على نفسى، فجئتك أستعينك على كتابتى، قال فهل لك فى خير من ذلك؟ قالت وما هو يا رسول الله؟ قال أقضى كتابتك واتزوجك قالت نعم يا رسول الله، قال قد فعلت، (٢) قالت وخرج الخبر الى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج جويرية بنت الحارث، فقال الناس اصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلوا ما بأيديهم (٣) قالت فلقد أعتنق بتزويجه إياها مائة أهل بيت (٤) من بنى المصطلق، فما اعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها


ضم الميم وتشديد اللام أى بارعة الجمال وهذا البناء للمبالغة فى الملاحة (١) انما كرهتها عائشة غيرة منها لأنها توقعت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رآها تزوجها وقد حصل ما توقعته (٢) زاد الواقدى فأرسل إلى ثابت بن قيس فطلبها منه، فقال ثابت هى لك يا رسول الله بأبى وأمى فأدّى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان من كتابتها وأعتقها وتزوجها (٣) يعنى من السبى، روى أنها طلبتهم منه ليلة دخوله بها فوهبهم لها، فان صح فطلبها وكونه وهبهم لا ينافى أن المسلمين أطلقوهم: بل ذلك زيادة اكرام من الله لرسوله حتى لا ينال أحدا منهم بشيء او مجانًا (٤) بالإضافة أى مائة طائفة كل واحدة منهن اهل بيت من بنى المصطلق ولم تقل مائة هم أهل بيت لإيهام انهم مائة نفس كلهم أهل بيت وليس مرادا، وقد روى انهم كانوا أكثر من سبعمائة (تخريجه) (دك هق) وسنده جيد وأصله فى الصحيحين من حديث ابن عمر (روى البيهقى) عن جويرية قالت رأيت قيل قدوم النبى صلى الله عليه وسلم بثلاث ليال كأن القمر يسير من يثرب حتى وقع فى حجرى فكرهت أن أخبر أحدا، قلما سبينا رجوت الرؤيا فأعتقنى وتزوجنى، ويقال اشتراها صلى الله عليه وسلم من ثابت بن قيس واعتقها وأصدقها أربعمائة درهم، ويقال جاء أبوها بفدائها بابل فرغب فى بعيرين منها فغيبهما بالعقيق ثم أتاه فقال يا محمد هذا فداء ابنتى، فقال صلى الله عليه وسلم فأين البعير ان اللذان غيبتهما فى العقيق فى شعب كذا وكذا، فقال الحارس أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فوالله ما اطلع على ذلك الا الله، فأسلم الحارث وأسلم معه ابنان له وناس من قومه، وأرسل إلى البعيرين فجاء بهما ودفع الإبل الى النبى صلى الله عليه وسلم ودفع اليه ابنته جويرية وأسلمت وحسن اسلامهم وخطبها صلى الله عليه وسلم الى أبيها فزوجه اياها وأصدقها أربعمائة درهم، حكاه البن هشام، (وروى البرانى) بسند حسن عن ابن شهاب الزهرى قال سبى النبى صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث يوم المريسيع فحجبها (أى ضرب عليها الحجاب) وقسم لها، (وروى الطبرانى أيضاً) برجال الصحيح من مرسل مجاهد قال قالت جويرية يا رسول الله ان أزواجك يفخرون علىّ ويقلن لم يتزوجك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أو لم أعظم صداقك؟ أم أعتق أربعين من قومك (وروى ابن سعد) من مرسل أبى قلابة قال سبى رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية يعنى وتزوجها فجاء أبوها فقال ان ابنتى لا يسبى مثلها فخل سبيلها، فقال أرأيت إن خيرتها اليس قد أحسنت؟ قال بلى، فأتاها أبوها فقال ان هذا الرجل قد خيرك فلا تفضحينا، قالت فانى أختار الله ورسوله، وسنده صحيح، وكانت ابنة عشرين سنة فهداها الله مع صغر السن وشرّفها بصحبة رسوله فى الدارين (وروى ابن سعد) وابن أبى خثيمة وأبو عمر ابن عباس قال كان أسمها برة فحوله النبى صلى الله عليه وسلم وسماها جويرية

<<  <  ج: ص:  >  >>