للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[قصة صفية مع عائشة وانها وهبت يومها لعائشة وسبب ذلك]-

ففيم تفخر عليك، فقول اتق الله يا حفصة (عن جابر بن عبد الله) (١) قال لما دخلت صفية بنت حيى على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسطاطه (٢) حضر ناس وحضرت معهم ليكون لى فيهم قسم (٣) فخرج النبى صلى الله عليه وسلم فقال قوموا عن امكم (٤) فلما كان من العشى حضرنا فخرج النبى صلى الله عليه وسلم الينا فى طرف ردائه نحو من مد ونصف من تمر عجوة، فقال كلوا من وليمة أمكم (عن ثابت) (٥) قال حدثتنى شمسية أو سمية (٦) قال عبد الرازق هو فى كتاب سمينة عن صفية بنت حيي أن النبى صلى الله عليه وسلم حج بنسائه فلما كان فى بعض الطريق نزل رجل فساق بهن فأسرع، فقال النبى كذلك سوقك بالقوارير (٧) يعنى النساء، فبينما هم يسيرون برك لصفية بنت حيي جملها وكانت من أحسنهن ظهرا، فبكت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخبر بذلك فجعل يمسح دموعها بيده وجعلت تزداد بكاء وهو ينهاها فلما أكثرت زبرها (٨) وانتهرها وأمر الناس بالنزول فنزلوا، ولم يكن يريد أن ينزل، قالت فنزلوا وكان يومى، فلما نزلوا ضرب خباء النبى صلى الله عليه وسلم ودخل فيه، قالت فلم أدر علام أهجم (٩) من رسول الله صلى الله عليه وسلم وخشيت أن يكون فى نفسه شئ منى، فانطلقت إلى عائشة فقلت لها تعلمين أنى لم أكن أبيع يومى من رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ أبداً، وإنى قد وهبت يومى لك على أن ترضى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنى، قالت نعم، قال فأخذت عائشة خمارا لها قد ثردته (١٠) بزعفران فرشته بالماء ليذكى ريحه ثم لبست ثيابها ثم انطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفعت طرف الخباء: فقال لها


وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه (قلت) ورواه أيضاً الحاكم فى المستدرك عن صفية من مسندها، قالت دخل علىّ رسول الله صلى الله عليه وسلموانا أبكى فقال يا بنت حيي ما يبكيك؟ قلت بلغنى ان حفصة وعائشة ينالان منى ويقولان نحن خير منها، نحن بنات عم رسول الله وأزواجه، قال ألا قلت كيف نكونان خيرا منى وابنى هاون وعمى موسى وزوجى محمد، عليهم الصلاة والسلان وصححه إلحاكم وأقره الذهبى (١) (سنده) حدّثنا روح ثنا ابن جريح أخبرنى زياد بن اسماعيل عن سليمان بن عتيق عن جابر بن عبد الله الخ (غريبه) (٢) بضم الفاء وكسرها ضرب من الأبنية فى السفر دون السرادق كالخيمة ونحوها (٣) اى نصيب من الوليمة (٤ الظاهر أنه صلى الله عليه وسلم راى هذا الوقت غير مناسب فأخرهم إلى العشى (تخريجه) اورده الهيثمى وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (٥) (سنده) حدّثنا عبد الرازق قال ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت (يعنى البنانى) قالى حدثتنى شميسة الخ (غريبه) (٦) الظاهر والله أعلم ان الشك من جعفر بن سليمان يشك هل قال ثابت حدثتنى شميسة بالشين المعجمة او سمية بالسين المهملة، والظاهر أنها سمية بالسين المهملة، ويؤيد ذلك ما سيأتى فى الطريق الثانية سمية بدون شك، قال فى الخلاصة سمية البصرية عن عائشة وعنها ثابت البنانى روى لها (د نس جه) أما قول عبد الرازق هو فى كتابى سمينه بزيادة نون بعد التحتية فلم أجد لها ترجمة فى كتب الرجال (٧) تقدم شرح هذه الحملة مبسوطاً فى باب سفر النساء والرفق بهن من أبواب صلاة السفر فى الجزء الخامس ص ٨٨ و ٨٩ فارجع اليه تجد ما يسرك (٨) أى أغلظ لها فى القول (وانتهرها) عطف مرادف (٩) تعنى الدخول عليه (١٠) أي صبغته

<<  <  ج: ص:  >  >>