للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[أعياء جمل صفية وطلب النبى صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش اعارتها جملا فأبت فهجرها النبى صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشهر]-

مالك يا عائشة؟ ان هذا ليس بيومك، قالت ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فقال (١) مع أهله فلما كان عند الرواح قال لزينب بنت جحش يا زينب أفقرى (٢) أختك صفية جملا وكانت من أكثرهن ظهرا، فقالت أنا أفقر يهوديتك، فغضب النبى صلى الله عليه وسلم حين سمع ذلك منها فهجرها فلم يكلمها حتى قدم مكة وأيام منى فى سفره حتى رجع إلى المدينة والمحرم وصفر فلم يأتها ولم يقسم لها ويئست منه: فلما كان شهر ربيع الأول دخل عليها فرأت ظله فقالت ان هذا لظل رجل وما يدخل علىّ النبى صلى الله عليه وسلم فمن هذا؟ فدخل النبى صلى الله عليه وسلم فلما رأته قالت يا رسول الله ما أدرى ما أصنع حين دخلت علىّ، قالت وكانت لها جارية وكانت تخبؤها من النبى صلى الله عليه وسلم فقالت فلانة لك، فمشى النبى صلى الله عليه وسلم إلى سرير زينب وكان قد رفع فوضعه بيده صلى الله عليه وسلم ثم أصاب أهله ورضى عنهم (عن شميسة عن عائشة) (٣) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فى سفر له فاعتل بعير لصفية وفى ابل زينب فضل، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بعيراً لصفية اعتل فلو أعطيتها بعيرا من ابلك، فقالت أنا أعطى تلك اليهودية: قال فتركها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا الحجة والمحرم شهرين أو ثلاثة لا يأتيها، قالت حتى يئست منه وحولت سريرى، قالت فبينما أنا يوماً بنصف النهار اذا أنا بظل رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبل، قال عفان حدثنيه حماد عن شميسة عن النبى صلى الله عليه وسلم (٤) ثم سمعته بعد يحدثه عن شميسة عن عائشة عن النبى صلى الله عليه وسلم، وقال بعد فى حج أو عمرة، قال ولا أظنه إلا قال فى حجّة الوداع (٥)


(١) من القيلولة وهو وقت شدة الحر، ولابد أن يتكون عائشة أخبرته بقصتها مع صفية (٢) أى أعيريها حملا يقال أفقر البعير يُقفره افقارا إذا أعاره: مأخوذ من ركوب فقار الظهر وهو خرزاته الواحدة فقارة (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد من حديث صفية وسنده جيد (وله طريق ثان عند الامام احمد) قال حدثنا عفان ثنا حماد يعنى ابن سلمة قال ثنا ثابت عن سمية عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فى سفر فاعتل بعبر لصفية فذكر نحوه هكذا بالأصل مختصرا فى التقريب سمية بصرية مقبوله من الثالثة (٣) (سنده (حدّثنا عفان ثنا حماد قال ثابت عن شميسه عن عائشة صلى الله عليه وسلم الخ غريبه) (٤) معناه ان عفان سمع هذا الحديث مرة من حماد يقول عن شميسة عن النبى صلى الله عليه وسلم ثم سمعه مرة أخرى بعد ذلك يقول عن شميسة عن عائشة وهذا هو المحفوظ (٥) هو فى حجة الوداع كما يستفاد من قول صفية فى الحديث السابق أن النبى صلى الله عليه وسلم حج بنسائه، وما كان ذلك إلا فى حجة الوداع والله أعلم (تخريجه) رواه أيضاً ابن سعد وسنده جيد ورجاله ثقات وشميسة قال الحافظ فى التقريب بالتصغير بنت عزيز العتكية المصرية مقبولة من الثالثة؛ وأورده الهيثمى وقال رواه الطبرانى فى الأوسط وفيه سمية روى لها أبو داود وغيره ولم يجرحها أحد وبقية رجاله ثقات (وأخرج ابن سعد أيضاً) بأسانيده قال لم يخرج النبى صلى الله عليه وسلم من خيبر حتى طهرت صفية من حيضها فحملها وراءه فلما صار إلى منزل على ستة أميال من خيبر مال يريد أن يعرس بها فأبت عليه فوجد فى نفسه، فلما كان بالصهباء وهى على يزبد من خيبر نزل بها هناك فمشّطتها أم سليم وعطرتها، قالت أم سنان الأسلمية وكانت من أضواء ما يكون من النساء فدخل بأهله فلما أصبح سألتها عما قال لها؟ فقالت قال لى ما حملك على الامتناع عن النزول أوّلا

<<  <  ج: ص:  >  >>