للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ذكر من تزوجها وفارقها قبل الدخول بها صلى الله عليه وسلم]-

(عن جميل بن زيد) (١) قال صحبت شيخا من الأنصار ذكر أنه كانت له صحبة يقال له كعب بن زيد أو زيد بن كعب فحدثنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم تزوج امرأة من بنى غفار (٢) فلما دخل عليها وضع ثوبه وقعد علىالفراش أبصر بكشحها (٣) بياضاً فانحاز عن الفراش ثم قال خذى عليك ثيابك، ولم يأخذ مما آتاها شيئا (عن عروة عن أم شريك) (٤)


إنك لغير مباركة لقد جعلتينا فى العرب شهرة فما دهاك؟ قالت خدعت، قالت لأبى أسيد ما أصنع؟ قال أقيمى فى بيتك واحتجبى مع رحم محرم ولا يطمع فيك أحد، فأقامت كذلك حتى ماتت فى خلافة عثمان (وعن ابن عباس) أنه خلف عليها المهاجر بن أبى امية فأراد عمر ان يعاقبها، فقالت والله ما ضرب علىّ حجاب، ولأسميت بام المؤمنين فكف عنها: رواها كلها ابن سعد (١) (سنده) حدّثنا القاسم بن مالك المزنى أبو جعفر قال أخبرنى جميل بن زيد قال صحبت شيخا من الأنصار الخ (قلت) جاء عند الحاكم عن جميل بن زيد الطائى عن زيد بن كعب بن عجرة عن أبيه فذكر (غريبه) (٢) سماها الحاكم أسماء بنت النعمان العقارية (٣) الكشح بسكون المعجمة ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف (وقوله بياضا) أى برصا (تخريجه) (ك هق) وابو نعيم فى الطب، زاد الحاكم وامر لها بالصداق، ثم قال هذه ليست بالكلابية انما هى اسماء بنت النعمان، وسكت عنه الحاكم وتعقبه الذهبى بقوله قال ابن معين زيد ليس بثقة أهـ (قلت) وفى اسناده ايضا جميل بن زيد الطائى البصرى، قال فى تعجيل المنفعة قال ابن معين ليس بثقة، وقال البخارى لم يصح حديثه، وقال بن حبان روى عن ابن عمر ولم ر ابن عمر، وقال ابو القاسم البغوى فى معجمه الاضطراب فى حديث الغفارية منه، يعنى فى قوله تارة عن ابن عمر وتارة عن كعب بن زيد أو زيد بن كعب، قال وقد روى عن ابن عمر احاديث يقول فيها سألت ابن عمر مع انه لم يسمع من ابن عمر شيئاً، وقال ابو حاتم والبغوى ضعيف الحديث؛ وقال النسائى ليس بثقة، وقال ابن حبان واهى احاديث أهـ بإختصار (٤) (سنده) حدّثنا يونس ثنا حماد بن سلمة عن هشام ابن عروة عن عروة عن أم شريك الخ (تخريجه) (نس وسنده جيد ورجاله ثقات (قلت) اختلف فى ام شريك هذه من هى؟ فقيل هى ام شريك الرشية العامريه نسبة إلى عامر بن لؤى واسمها غزية بوزن سُمية وقيل اسمها غزيلة بالتصغير ولام بعد الياء بنت جابر بن عون من نبى عامر لؤى، وقيل بنت دودان بضم الدال الأولى ابن عوف، وقيل ها ام شريك غزية الأنصارية من بنى النجار، وفى الصفوة لابن الجوزى هى ام شريك غزية بنت جابر الدوسية الأزدية، قال والأكثرون على انها التى وهبت نفسها له صلى الله عليه وسلم فلم يقبلها لكبر السن فلم تتزوج حتى ماتت ورجحه الواقدى، ورواه ابن سعد عن عكرمة وعلى بن الحسين، (وأخرج ابن سعد أيضاً) عن منير بن عبد الله الدوسى أن ام شريك غزية بنت حابر بن حكيم الدوسية عرضت نفسها على النبى صلى الله عليه وسلم وكانت جميلة فقبلها، فقالت عائشة ما فى المرأة حين تهب نفسها لرجل خير: قالت أم شريك فأنا تلك فسماها الله مؤمنة فقال (وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبى) فلما نزلت هذه الآية قالت عائشة ان الله ليسرع لك فى هواك، ويمكن الجمع بين القبول ونفيه بأنه عقد عليها ولم يدخل بها (قال الحافظ) فى الاصابة والذى يظهر فى الجمع ان أم شريك واحدة اختلف فى نسبها انصارية او عامرية من قرش او أزدية من دوس واجتماع هذه النِّسب

<<  <  ج: ص:  >  >>