للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في كيد بعضهن له واحتماله ايذاءهن وعفوه عنهن]-

طريق ثان) (١) عن أبى سلمة قال قالت عائشة إن رسول الله احنى (٢) علىّ فقال انكن لأهم ما أترك إلىّ وراء ظهرى، والله لا يعطف عليكن (٣) إلا الصابرون أو الصادقون (باب ما جاء فى كيد بعضهن له واحتماله إيذاءهن وعفوه عنهن وتواضعه فى بيته صلى الله عليه وسلم) (عن عائشة رضى الله عنها) (٤) قالت كان رسول الله يحب الحلوى ويحب العسل وكان إذا صلى العصر دار على نسائه فيدنوا منهن، فدخل عن حفصة فاحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس فسألت عن ذلك فقيل لى (٥) اهدت لها امرأة من قومها عكة عسل فسقت رسول الله صلى الله عليه وسلم منه فقلت أما (٦) والله لنحتالنّ له (٧) فذكرت ذلك لسودة وقلت إذا دخل عليك فانه سيدنو منك، فقولى له يا رسول الله اكلت مغافر؟ (٨) فانه سيقول لك لا، فقولى له ما هذه الريح؟ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتد عليه ان يوجد منه ريح، فانه سيقول لك سقتنى حفصة شربة عسل، فقولى جرست (٩) نحله العرفط، وسأقول له ذلك فقولى له أنت يا صفية (١٠) فلما دخل على سودة قالت سودة والذى لا آله هو لقد كدت أن ابادله بالذى قلت لى وإنه لعلى الباب فرقا (١١) منك، فلما دنا رسول الله قلت يا رسول الله اكلت مغافر؟ قال لا، قلت فما هذا الريح؟ قال سقتنى حفصة شربة عسل، قلت جرست نحله العرنط فلما دخل على قلت له مثل ذلك؛ ثم دخل على صفية قالت له مثل ذلك، فلما دخل على حفصة قالت يا رسول الله ألا أسقيك منه؟ قال لا حاجة لى به قالت (١٣) تقول سودة سبحان الله لقد حرمناه (١٤) قلت لها اسكتي (١٥)


عبد الله بن حرملة المدلجى الحجازى عن أبى سلمة وعمر بن عبد العزيز، وعنه بكر بن مضر قال النسائى صالح (١) (سنده) حدّثنا عفان قال ثنا أبو عوانة عن عمر بن أبى سلمة عن أبى سلمة قال قالت عائشة الخ (٢) أى أكب علىّ وأشفق (٣) أى لا يعطف ويشفق عليكن إلا المتصفون بالصبر أو الصادقون فى إيمانهم وأو للشك من الراوى يشك هل قال إلا الصابرون أو قال إلا الصادقون والله أعلم (تخريجه) لم أقف على من أخرجه بهذا السياق سوى الامام أحمد وسند الطريق الأولى حسن وسند الطريق الثانية صحيح ورجاله من رجال الصحيحين (باب) (٤) (سنده) حدّثنا أبو أسامة قال أنا هشام عن أبيه عن عائشة الخ (غريبه) (٥) فى حديث ابن عباس أن عائشة قالت لجويرية حبشية عندها يقال لها خضراء إذا دخل على حفصة فادخلى عليها فانظرى ماذا يصنع؛ فقالت اهدت لها الخ بفتح الهمزة وتخفيف الميم (٧) أى لأجله (٨) جاء فى رواية البخارى مغافر بياء تحتيه بعد الفاء وكلاهما جائز، قال فى القاموس والمغافر والمغائير (يعنى بالمثلثة بدل الفاء) الواحدة مغفر كمنبراه، (وقال ابن قتسية) هو صمغ حلو، له رائحة كريهة؛ (وذكر البخارى) أنه شبيه بالصمغ يكون فى الرمث بكسر الراء وسكون الميم بعدها مثلثة من الشجر التى ترعاها الابل (٩) بفتحات أى رعت (نحله) أى نحل هذا العسل الذى شربته (العرفط) بضم العين المهملة والفاء بينهما راء ساكنة آخره طاء مهملة الشحر الذى صمغه المغافر (١٠) أى مثل ذلك (١١) بفتح الفاء والراء أى خوفا منك (١٢) أى شجر المغافر أو المغافير (١٣) انما قال ذلك صلى الله عليه وسلم لما وقع من توارد النسوة الثلاث على أنه نشأت له من شربه ريح كريهة فتركه حسما للمادة (١٤) بتخفيف الراء أى منعناه صلى الله عليه وسلم من العسل (١٥) أى لئلا يفشو ذلك فيظهر ما دبرته لحفصة، هذا منها على

<<  <  ج: ص:  >  >>