للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[رفقه صلى الله عليه وسلم بنسائه واهتمامه بأمرهن]-

عن ثابت قال سمعت أنس بن مالك يقول بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير وحاد يحدو بنسائه فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا هو قد تنحى بهن، قال فقال يا أنجشه ويحك أرفق بالقوارير (حدثنا إسماعيل) (١) ثنا أيوب عن أبى قلابة (٢) عن أنس رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم أتى على أزواجه وسوّاق يسوق بهن يقال له أنجشة، فقال ويحك يا أنجشة، رويدك سوقك بالقوارير، قال أبو قلابة تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلمة لو تكلم بها بعضكم لعبتموها عليه يعنى قوله سوقك بالقوارير (٣) (عن أنس) (٤) أن جارا لرسول الله فارسيا كان طيب المرق (وفى رواية كانت مرقته أطيب شئ ريحا) فصنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاءه يدعوه فقال وهذه؟ لعائشة (٥) فقال لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا: ثم عاد يدعوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه؟ قال لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه، قال نعم فى الثالثة، فقاما يتدافعان حتى أتيا منزله (عن عائشة أم المؤمنين) (٦) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لها أن أمركن لما يهمنى بعدى (٧) ولن يصبر عليكن إلا الصابرون (وعنها من


وتخريجه في باب سورة النساء والرفق بهن من أبواب صلاة السفر فى الجزء الخامس ص ٨٨ رقم ٢٠٢ فارجع اليه ففيه مباحث نفيسة (١) (حدثنا اسماعيل الخ) (غريبه) (٢) أبو قلابة بكسر القاف اسمه عبد الله بن زيد الجرسى (٣) (قال قلت هذه استعارة لطيفة بليغة فلم تعاب؟ وأجاب بانه لعله نظر إلى أن شرط الاستعارة ان يكون وجه الشبه جليا بين الأقوام، وليس بين القارورة والمرأة وجه شبه ظاهره، والحق انه كلام فى غاية الحسن والسلامة عن العيوب، ولا يلزم فى الاستعارة أن يكون جلاء وجه الشبه من حيث ذاتهما بل يكفى الجلاء الحاصل من القرائن كما فى المبحث فالعيب فى العائب (وكم من عائب قولا صحيحا: وآفته من الفهم السقيم) قال ويحتمل أن يكون قصد أبى قلابة أن هذه الاستعاره تحسن من مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم فى البلاغة ولو صدرت ممن لا بلاغة له لعبتموها قال وهذا هو اللائق بمنصب أبى قلابة (وقال الداودى) هذا قاله أبو قلابة لأهل العراق لما كان عندهم من التكلف ومعارضة الحق بالباطل (تخريجه) (خ) هذا وفى الباب عن ام سليم انها كانت مع نساء النبى صلى الله عليه وسلم وهن بسوق بهن سواق فقال النبى أى أنجشة رويدك سوقا بالقوارير، وتقدم هذا الحديث بسنده وشرحه وتخريجه فى باب سفر النساء فى الجزء الخامس ص ٨٩ رقم ١٠٣ أورده الهيثمى وقال رواه أحمد والطبيرانى فى الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح (٤) (سنده) حدّثنا يزيد بن هارون قال أنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس (يعنى ابن مالك) الخ (غريبة) (٥) الظاهر أن ذلك كان قبل نزول الحجاب وأنه كان يوم عائشة وفيه ما يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يحب بر أزواجه، ولو كان فى غير يوم عائشة لفعل ذلم لصاحبة اليوم أيضا، لأن من البر بالزوجة أطعامها من الطعام الطيب الذى تشتهيه النفس (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وهو حديث صحيح ورجاله من رجال الصحيح (٦) (سنده) حدّثنا أبو سلمة قال ثنا بكر بن مضر قال ثنا صخر بن عبد الرحمن بن حرملة قال حدّثنى أبو سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة أم المؤمنين الخ (غريبه) (٧) فيه دلالة على اهتمامه صلى الله عليه وسلم بامر أزواجه حتى بعد موته (وقوله صلى الله عليه وسلم ولن يصبر عليكن) اى على العطف عليهن ومواساتهن (إلا الصابرون) أى المؤمنون حقاً، هذا وقد جاء فى الأصل بعد قوله إلا الصابرون (وقال قتيبة صخر بن عبد الله) يعنى قوله فى السند ثنا صخر عبد الرحمن صوابه صخر بن عبد الله بن حرملة (قلت) وهو كذلك، فقد جاء فى الخلاصة صخر بن

<<  <  ج: ص:  >  >>