للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ظهور عدله وكرم اخلاقه فى قصة القصعة التى كسرتها عائشة]-

(١) وفيه) وحبس الرسول حتى جاءت الأخرى بقصعتها فدفع القصعة الصحيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التى كسرت قصعتها وترك المكسورة للتى كسرت (عن عائشة رضى الله عنها) (٢) أنها قالت ما رأيت صانعة طعاٍم (٣) مثل صفية، أهدت إلى النبى صلى الله عليه وسلم اناءً فيه طعام (وفى لفظ وهو عندى تعنى النبى صلى الله عليه وسلم) فما ملكت نفسى أن كسرته (٤) فقلت يا رسول الله ما كفارته؟ فقال إناء كإناء وطعام كطعام (باب ما جاء فى رفقه بهن واهتمامه صلى الله عليه وسلم بأمرهن) (عن أنس) (٥) قال كان رجل يسوق بأمهات المؤمنين يقال له أنجشه (٦) فاشتد فى السياقة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنجشه رويدك (٧) سوقًا بالقوارير (ومن طريق ثان) (٨)


كسرت قصعتها وترك المكسورة للتى كسرت وهى أوضح (١) (سنده) حدّثنا عبد الله بن بكر ثنا حميد عن أنس أن النبى صلى الله عليه وسلم كان عند بعض نسائه فذكر نحو الحديث المتقدم وفيه وحبس الرسول الخ (تخريجه) (خ وغيره) (٢) (سنده) حدّثنا عبد الرحمن عن سفيان عن فليت حدثتنى جسرة عن عائشة الخ (غريبه) (٣) أى جيد حسن (٤) جاء فى طريث ثان للامام أحمد أيضاً قالت فضربت القصعة فرميت بها، قالت فنظر إلى رسول الله فعرفت الغضب فى وجهه، فقلت أعوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم ان يلعننى اليوم، قالت قلت وما كفارته؟ قال طعام كطعامها وإناء كانائها (تخريجه) (دنس) قال الحافظ وسنده حسن: وفى هذا الحديث أن مرسلة الطعام هى صفية بنت حييى زوج النبى صلى الله عليه وسلم وفى الحديث السابق أنها زينب بنت جحش، وتقدم فى باب ما جاء فى خلقه العظيم صلى الله عليه وسلم من أبواب الشمائل فى هذا الجزء ص ١٧ رقم ٦٥١ انها حفصة بنت عمر وأن التى كسرت القصعة هى جارية عائشة بأمرها، وروى النسائى من طريق حماد بن سلمة عن سالم عن أبى المتوكل عن أم سلمة أنها أنت بطعام فى صحفة إلى النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه فجاءت عائشة متزرة بكساء ومعها فهر ففلقت به الصحفة الحديث (وقد جمع العلماء) بين هذه الروايات بان قصة القصعة تعددت والله أعلم، وفى أحاديث الباب دلالة على حسن خلقه صلى الله عليه وسلم وانصافه وحلمه (قال ابن العربى) وكأنه انما لم يؤدب الكاسرة ولو بالكلام لما وقع منها من التعدى لما فيهم من أن التى أرادت بذلك أذى التى هو فى بيتها والمظاهرة عليها أهـ (قلت) وأيضا لعمله صلى الله عليه وسلم بما تؤدى إليه الغيرة فقد أخرج أبو يعلى بسند لا بأس به عن عائشة مرفوعا ان الغيرى لا تبصر أسفل الوادى من أعلاه، ذكره القسطلانى فى المواهب، ومعناه أنها ربما تسقط من أعلى الوادى لظنها أنه أسفله فتهلك ولا تشعر (وروى البزار والطبرانى) عن ابن مسعود مرفوعا ان الله كتب الغيرة على النساء والجهاد على الرجال فمن صبر منهن كان له أجر شهيد، ذكره الزرقانى فى شرح المواهب والله أعلم (باب) (٥) (سنده) حدّثنا بن أبى حميد عن أنس (يعنى ابن مالك) الخ (غريبه) (٦) بفتح الهمزة والجيم بينهما نون ساكنة وبعد الجيم شين معجمة فهاء تأنيث وكان حبشيا يكنى ابامارية وكان غلاماً للنبى صلى الله عليه وسلم (٧) معناه حمل الابل على سرعة السير (٨) رويد اسم فعل بمعنى امهل (والقوارير) جمع قارورة سميت بذلك لاستقرار الشراب فيها وهى من الزجاج، والمعنى لا تسرع السير بالنساء فى سفرك حال سوقك للابل لئلا يفضى ذلك إلى السقوط، وهن لضعف بنيتهن ورقتهن كالقوارير يسرع اليها الكسر ولا تقبل الجبر، وهذا من بدائع الاستعارات، فقد أفاد المجاز فى الحض على الرفق بالنساء فى السير ما لم تفده الحقيقية (تخريجه) (ق. نس) (٩) هذا الطريق تقدم بسنده وشرحه

<<  <  ج: ص:  >  >>