-[العشرة المبشرين بالجنة وتزكية النبى صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة]-
وأنا إلى جنب سعيد بن زيد (١) قال فغضب فقام (٢) فأخذ بيدى فتبعته، فقال ألا ترى الى هذا الرجل الظالم لنفسه الذى يامر بلعن رجل من اهل الجنة، فأشهد على التسعة انهم فى الجنة ولو شهدت على العاشر لم آثم، ثم قال قلت وما ذاك؟ قال قال رسول الله اثبت حراء فانه ليس عليك الا نبى او صديق او شهيد، قال قلت من هم؟ فقال، رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابو بكر، وعمر، وعثمان، وعلى والزبير، وطلحة، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن مالك، قال ثم سكت، قال قلت ومن العاشر؟ قال قال أنا (٣) وفى لفظ اهتّز حراء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اثبت حراء فذكر الحديث (عن أبى هريرة)(٤) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير، فتحركت الصخرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اهدأ فما عليك إلا نبى أو صديق أو شهيد وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم الرجل أبو بكر، نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح، نعم الرجل أسيد بن حضير، نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس، نعم الرجل معاذ بن جبل، نعم الرجل معاذ
منه كما في رواية أخرى والظاهر ان المغيرة هو الذى أمر الخطباء لكن جاء عند أبى داود فى هذا الحديث نفسه من طريق عبد الله بن ظالم أيضا قال سمعت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال لما قدم فلان (يعنى معاوية بن أبى سفيان) أقام فلانا خطيبا (يعنى المغيرة بن شعبة) ويستفاد منه أن المغيرة هو الذى خطب وفى الحديث السابق أن الذى سب عليا رجل من الكوفة ممن حضروا مجلس المغيرة، ويمكن الجمع بين هذه الروايات بان المغيرة أقام احتفالا لمناسبة تنصيبه أميراً على الكوفة حضره معاوية وكثير من وجهاء أهل الكوفة فأمر معاوية المغيرة بن شعبة أن يقوم خطيبا فى هذا الحفل فخطب ونال من على رضى الله عنه كما جاء فى طريق أخرى للأمام أحمد من حديث عبد الله بن ظالم أيضا قال خطب المغيرة ابن شعبة فنال من على فخرج سعيد بن زيد فقال (يعنى لعبد الله بن ظالم) ألا تعجب من هذا يسب علياً فذكر فضل على وباقى العشرة المبشرين بالجنة رضى الله عنهم؛ ثم أمر المغيرة بعض الحاضرين أن يقوموا خطباء فخطبوا ونالوا من على أيضا تأسيا بما فعله المغيرة، ثم جاء رجل من أهل الكوفة فأستقبل المغيرة وسب عليا أيضاً كما فى الحديث السابق هذا ما ظهر والله أعلم (١) هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أحد المبشرين بالجنة (٢) أى فارق المجلس لأنه يرى أن ما حصل فيه منكرا من القول وزوراً وذلك بعد أنكر على شعبة ما حصل فى مجلسه كما فى الحديث السابق (٣) جاء عند أبى داود فتلكأ هنية اى سكت قليلا من الزمن ثم قال أنا (تخريجه) (الأربعة) قال المنذرى وأخرجه الترمذى والنسائى وابن ماجه وقال الترمذى حسن صحيح وقد أخرجه مسلم والترمذى من حديث سهيل لن أبى صالح عن أبيه عن أبى هريرة بنحوه أهـ (قلت) قال فى فتح الودود لقد أحسن أبو داود فى الكتاية عن اسم معاوية والمغيرة بفلان سترا عليهما لنهما صحابيان أهـ عون المعبود (٤) (سنده) حدّثنا قتيبة ثنا عبد العزيز عن سهيل عن أبيه عن أبى هريرة الخ (قلت) عبد العزيز هو ابن محمد (تخريجه) أخرج الحديث بطوله ابن عساكر وأخرجه الترمذى بسند حديث الباب إلى قوله أو صديق او شهيد وقال هذا حديث صحيح