-[قصة جابر مع غرمائه وزيارة النبى صلى الله عليه وسلم له]-
ففعلت فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس على أعلاه أو فى وسطه فقال كل للقوم قال فكلت للقوم حتى أوفيتهم وبقى تمرى كأنه لم ينقص منه شئ (١)(عن أبى المتوكل)(٢) قال أتيت جابر بن عبد الله رضى الله عنهما فقلت حدثنى بحديث شهدته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال توفى والدى وترك عليه عشرين وسقا تمرا دينا (٣) ولنا تمرات شتى والعجوة لا يفى بما علينا من الدين فأتيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فبعض إلى غريمى فأبى إلا أن يأخذ العجوة كلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق فأعطه فانطلقت إلى عريش لنا أنا وصاحبة لى (يعنى زوجته) فصرمنا تمرنا ولنا عنز نطعمها من الحشف (٤) قد سمنت إذا أقبل رجلان إلينا إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمر فقلت مرحباً يا رسول الله مرباً يا عمر فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جابر انطلق بنا حتى نطوف بنخلك هذا فقلت نعم فطفنا بها وأمرت بالعنز فذبحت ثم جئنا بوسادة من شعر حشوها ليف فأما عمر فما وجدت له من وسادة ثم جئنا بمادة لنا عليها رطب وتمر ولحم فقدمناه إلى النبى صلى الله عليه وسلم وعمر فأكلا فكنت أنا رجلا من نشوى الحياء (٥) فلما ذهب النبى صلى الله عليه وسلم ينهض قالت صاحبنى يا رسول الله دعوات منك قال نعم فبارك الله لكم (٦) نعم فبارك الله لكم ثم بعثت بعد ذلك إلى غرمائى فجاؤه بأحمره (٧) وجواليق وقد وطنت نفسى أن أشترى لهم من العجوة أوفيهم العجوة التى على أبى ٨) فاوفيتهم والذى نفسى بيده عشرين وسقا من العجوة وفضل فضل حسن فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أبشره بما ساق الله عز وجل إلى فلما أخبرته قال اللهم لك الحمد فقال لعمر إن جابرا قد أوفى غريمه فجعل عمر يحمد الله (ومن طريق ثان)(٩) عن نبيح عن جار قال أتيت النبى صلى الله عليه وسلم أستعينه فى دين كان على أبى قال فقال آتيكم قال آتيكم قال فرجعت فقلت للمرأة لا تكلمى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تساليه قال فأتانا فذبحنا له داجنا (١٠) كان لما، فقال يا جابر كأنكم عرفتم حبنا اللحم قال فلما خرج قالت له المرأة صلى على وعلى زوجى أو صل علينا قال فقال
من البلح (١) فيه معجزة عظيمة للنبى صلى الله عليه وسلم لأن التمر كان قليلا لا يكفى نصف الغرماء كما يستفاد من رواية أخرى وفيه أن جابرا له كرامة عند النبى صلى الله عليه وسلم (تخريجه) (خ) وغيره (٢) (سنده) حدّثنا أبو سعيد ثنا أبو المتوكل قال أتيت جابر بن عبد الله الخ (غريبه) (٣) الصرام قطع الثمرة واجتناؤها فى النخلة (٤) الخشف ردئ التمر (٥) أى من نشأتى وطبعى الحياء (٦) كروها مرتين للتأكيد (٧) جمع حمار (وجواليق) اوعية يوضع فيها التمر كالزنبيل ونحوه (٨) اى لأن العجوة التى عندى لا تكفى حق العرماء ثم شرع فى أعطائهم من العجوة التى عنده فاذا لم تف بحق الغرماء يشترى لهم ما يوفيهم به فاذا بعجوته توفيهم حقهم وفضل منها فضل حسن (٦) (سنده) حدّثنا وكيع عن سفيان عن الأسود بن قيس عن نبيح الخ (١٠) الداجن هى الشاة أو العنز التى تألف البيوت (تخريجه) (ق. وغيرها) بسياق آخر والمعنى واحد وفيه معجزة عظيمة للنبى صلى الله عليه وسلم بزيادة التمر والعجوة وفيه دلالة على فضل جابر وأهل بيته دعا لهم النبى صلى الله عليه وسلم بالبركة والمغفرة ودعاؤه صلى الله عليه وسلم