للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في فضائل سعد بن معاذ رضى الله عنه]-

(٢٠٣) (عن أبي أمامة بن سهل) قال سمعت أبا سعيد الخدرى رضى الله عنه قال نزل أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ قال فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد فاتاه على حمار قال فلما دنا قريبا من المسجد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا إلى سيدكم أو خيركم ثم قال إن هؤلاء نزلوا على حكمك قال تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم قال فقال النبى صلى الله عليه وسلم لقد قضيت بحكم الله وربما قال قضيت بحكم الملك.

(٢٠٤) (عن عائشة رضى الله عنها) فى حديثها الطويل "ذكر بطوله فى غزوة الخندق" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لسعد لقد حكمت فيهم بحكم الله عز وجل وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم قالت ثم دعا سعد فقال اللهم إن كنت أبقيت على نبيك صلى الله عليه وسلم من حرب قريش شيئًا فابقى لها وإن كنت قطعت الحرب بينه وبينهم فاقبضنى إليك قالت فانفجر كلمه وكان قد برئ حتى ما يرى من الامثل الخرص ورجع إلى قبته التى ضرب عليه صلى الله عليه وسلم قالت عائشة فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعمر قالت فوالذى نفس محمد بيده أنى لاعرف بكاء عمر من بكاء أبى بكر وأنا فى حجرتى وكانوا كما قال الله عز وجل "رحماء بينهم" قال علقمة "الراوى عن عائشة" أى أمه فكيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع قالت كانت عينه لا تدمع على أحد ولكنه كان إذا وجد فانما هو آخذ بلحيته.


لم يرقأ الدم (تخريجه) أخرجه البخارى ومسلم وللحديث عندهما بقية اخرجها احمد من هذا الطريق بسند مستقل.
(٢٠٣) (١) (سنده) حدّثنا محمد ثنا شعبة عن سعد بن ابراهيم عن ابى امامة بن سهل الخ (غريبه) (٢) الظاهر انه مسجد اختطه صلى الله عليه وسلم وقت حصار بنى قريظة للصلاة فيه وقد كانت مدة الحصار خمسا وعشرين ليلة (٣) امرهم صلى الله عليه وسلم بالقيام له لينزلوه وقد كان مريضا من اثر الجرح الذى اصابه بقطع اكحله (تخريجه) اخرجه البخارى ومسلم وغيرهما فالبخارى اخرجه فى باب إذا نزل العدو على حكم رجل من كتاب الجهاد قال القسطلانى واخرجه البخارى ايضا فى فضائل سعد والاستئذان والمغازى ومسلم فى المغازى وابو داود فى الادب والنسائى فى المناقب والسير والفضائل اهـ.
(٢٠٤) (٤) (سنده) حدّثنا يزيد قال انا محمد بن عمرو عن ابيه عن جده علقمة بن وقاص قال اخبرتنى قالت الخ (غريبه) (٥) اى سال جرحه وهو بفتح الكاف وسكون اللام (٦) الخرص برزن القفل والحمل الحلقة من الذهب والفضة كما فى المختار اى لم يبق من جرحه إلا مثل الحلقة الصغيرة (تخريجه) اورده الحافظ بن كثير فى تاريخه ثم قال وهذا الحديث اسناده جيد وله شواهد من وجوه كثيرة افاده الشيخ رحمه الله فى شرحه لهذا الحديث فى غزوة الخندق (جزء ٢١ ص ٨٣) من الفتح الربانى (قلت) الدعاء المذكور واستجابة الله له وارد فى الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها (فائدة) قول عائشة كانت عينه صلى الله عليه وسلم لا تدمع على احد المراد به فى غالب أحواله وإلا فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم ان عينيه كانت تذرفان عند استشهاد جعفر وغيره والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>