للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في فضائل سعد بن معاذ رضى الله عنه]-

(٢٠٥) (وعن معاذ بن رفاعة الزرقى) عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا العبد الصالح الذى تحرك له العرش وفتحت له أبواب السماء شدد عليه ففرج الله عنه وقال مرة تفتحت وقال مرة ثم فرج الله عنه وقال مرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد يوم مات وهو يدفن.

(٢٠٦) (وعن جابر بن عبد الله) قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا إلى سعد بن معاذ حين توفى قال فلما صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضع فى قبره وسوى عليه سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبحنا طويلا ثم كبر فكبرنا، فقيل يا رسول الله لم سبحت ثم كبرت قال لقد تضايق على هذا العبد الصالح قبره حتى فرجه الله عليه السلام عز وجل عنه.


(٢٠٥) (١) (سنده) حدّثنا محمد بن بشر ثنا محمد بن عمرو حدّثنى يزيد بن عبد الله بن أسامة ابن زيد الليثى ويحيى بن سعيد عن معاذ بن رفاعة الزرقى الخ (غريبه) (٢) قوله (لهذا العبد الصالح الخ) اللام مفتوحة واقعة فى جواب قسم محذوف والتقدير والله لهذا العبد الصالح شدد عليه فى قبره الخ (٣) قوله (شدد عليه) أى بسبب ضغط القبر اياه وقد أخرج أحمد والنسائى عن عائشة مرفوعا أن للقبر ضغطة ولو كان أحد ناجيا منها نجا منها سعد بن معاذ (٤) قوله (وقال مرة تفتحت) أى قال الراوى عند رواية الحديث فى بعض المرات (تفتحت له أبواب السماء) بدل قوله (فتحت له أبواب السماء) (٥) قوله (وقال مرة ثم فرج الله عنه) يعنى بدل قوله (ففرج الله عنه) (٦) قوله (وقال مرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد يوم مات وهو يدفن) معناه أن الراوى زاد مرة هذه العبارة (لسعد يوم مات وهو يدفن) قبل قوله (لهذا العبد الصالح الخ) (تخريجه) أفاد الحاكم فى المستدرك أن اسناده صحيح وأقره الذهبى ومثله للسيوطى فى اللالئ المصنوعة (فائدة) معاذ بن رفاعة قد سمع من جابر بغير واسطة كما أفاده فى الخلاصة وغيرها ولكنه فى السند الآتى روى عنه بواسطة أى أنه روى الحديث عن جابر مرة بواسطة ومرة أخرى بغير واسطة والله أعلم.
(٢٠٦) (٧) (سنده) حدّثنا عبد الله حدّثنى أبى ثنا يعقوب ثنا أبى عن ابن اسحق حدثنى معاذ بن رفاعة الأنصارى ثم الزرقى عن محمود بن عبد الرحمن بن عمرو بن الجموح عن جابر بن عبد الله الأنصارى قال الخ (تخريجه) أخرجه أيضا الطبرانى فى الكبير وسنده جيد أفاده الشيخ رحمه الله عند تخريجه لهذا الحديث برقم ٣١٦ من كتاب الجنائز فى الجزء الثامن ص ١٣٤ والسيوطى فى اللآلئ وابن اسحق قد رواه بصيغة التحديث فانتفت تهمة التدليس وعزاه السفارينى فى شرح عقيدته إلى الامام أحمد والحكيم الترمذى والبيهقى وأورد له شواهد تؤيده، وله كلام نفيس فى ضغطة القبر جاء فيه: قال السعدى "لا ينجو من ضغطة القبر صالح ولا طالح والمراد غير من استثناه النبى صلى الله عليه وسلم وهو فاطمة بنت أسد بن هاشم ابن عبد مناف أم على بن أبى طالب رضى الله عنه وذلك لأنها ضمت المصطفى صلى الله عليه وسلم قال والفرق بين المسلم والكافر فى ضمة القبر دوامها للكافر وحصول هذه الحالة للمؤمن فى أول نزوله إلى قبره ثم يعود الانفساح له فيه والمراد بضغطة القبر التقاء جانبيه على جسد الميت قال الحكيم الترمذى سبب هذه الضغطة أنه ما من أحد إلا وقد ألم بخطيئة ما وان كان صالحا فجعلت هذه الضغطة جزاء لها ثم تدركه الرحمة ولذلك ضغط سند بن معاذ رضى الله عنه قال واما الأنبياء فلا نعلم أن لهم فى القبور ضمة ولا سؤالا لعصمتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين اهـ".

<<  <  ج: ص:  >  >>