للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في فضائل سلمان رضى الله عنه]-

المغازي فقال ما فعل الفارسى المكاتب قال فدعيت له فقال خذ هذه فأدِّ بها ما عليك ياسلمان فقلت وأين تقع هذه يا رسول الله مما على (وفى رواية أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلبها على لسانه) قال خذها فإن الله عز وجل سيؤدى بها عنك قال فأخذتها فوزنت لهم منها -والذى نفس سلمان بيده- أربعين أوقية فأوفيتهم حقهم وعتقت فشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق ثم لم يفتنى معه مشهد.

(٢١٦) (وعن أبى قرة الكندى) عن سلمان الفارسى رضى الله عنه قال كنت من أبناء أساورة فارس، فذكر الحديث قال فانطلقت ترفعنى أرض وتخفضنى أخرى حتى مررت على قوم من الاعراب فاستعبدونى فباعونى، حتى اشترتنى امرأة، فسمعتهم يذكرون النبى صلى الله عليه وسلم وكان العيش عزيزًا، فقلت لها هبى لى يومًا فقالت نعم، فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته، فصنعت طعاما فأتيت به النبى صلى الله عليه وسلم فوضعته بين يديه، فقال ما هذا قلت صدقة، فقال لأصحابه كلوا ولم يأكل، قلت هذه من علاماته، ثم مكثت ما شاء الله أن أمكث، فقلت لمولاتى هبى لى يوما قالت نعم فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته بأكثر من ذلك، فصنعت طعاما فأتيته به وهو جالس بين أصحابه، فوضعته بين يديه، فقال ما هذا قلت هدية فوضع يده وقال لأصحابه


عند أحمد والطبرانى رجال الصحيح غير محمد بن اسحق فانه ثقة مدلس وقد صرح بالسماع من شيخه فانتفت تهمة التدليس عنه فى هذا الحديث. وقال الحافظ فى الاصابة فى ترجمة سلمان الفارسى ما نصه: "رويت قصته من طرق كثيرة من أصحها ما أخرجه أحمد من حديثه نفسه وأخرجها الحاكم من وجه آخر عنه أيضا وأخرجها الحاكم من حديث بريدة وعلق البخارى طرفا منها وفى سياق قصته فى اسلامه اختلاف يتعسر الجمع فيه وروى البخارى فى صحيحه انه تناوله بضعة عشر سيدًا" اهـ وقال الحافظ فى فتح البارى فى باب شراء المملوك من الحربى الخ من كتاب البيوع عند قول البخارى وقال النبى صلى الله عليه وسلم لسلمان كاتب وكان حرًا فظلموه وباعوه قال ما نصه. "هذا طرف من حديث وصله أحمد والطبرانى من طريق ابن اسحق عن عاصم بن عمر عن محمود بن لبيد عن ابن عباس عن سلمان ... قال وأخرجه ابن حبان والحاكم فى صحيحيهما من وجه آخر عن زيد بن صوحان عن سلمان نحوه وأخرجه أبو أحمد وأبو يعلى والحاكم من حديث بريدة بمعناه اهـ (أقول) ورواية البخارى عن سلمان أنه تداوله بضعة عشر سيدا مذكورة فى الصحيح فى باب اسلام سلمان قبل كتاب المغازى مباشرة والحمد لله رب العالمين.
(٢١٦) (١) (سنده) حدّثنا أبو كامل ثنا اسرائيل ثنا أبو أسحق عن أبى قرة الكندى عن سلمان الفارسى قال كنت الخ (غريبه) (٢) أى من أبناء قادتها قال فى القاموس والاسوار بالضم والكسر قائد الفرس والجيد الرمى بالسهام والثابت على ظهر الفرس جمعه أساورة وأساور اهـ (٣) عن الشئ قل فلا يكاد يوجد فهو عزيز والمراد أن ما به قوام الحياه وهو القوت كان قليلا (٤) الصدقة غسالة الذنوب تمحوها وتطهر فاعلها فهى شبيهه بالماء الذى يغسل به القاذورات وأما الهدية فهي علم

<<  <  ج: ص:  >  >>